هام إخلاء مبنى وزارة الداخلية وتأمينه بقوات خاصة
المصريون : 24 - 11 - 2011
شهدت أمس وزارة الداخلية حالة من القلق والرعب بعد استدعاء عدد من قيادات الداخلية للتحقيق معهم فى أحداث التحرير الأخيرة والتى أسفرت عن استشهاد 32 متظاهرا وإصابة أكثر من ألفى مصاب وتطور المصادمات بين الشرطة والشعب، وأبدى عدد من الضباط استياءهم من التحقيق معهم واستدعائهم إلى النيابة، وشهدت الوزارة عددا من الاحتجاجات داخل مبنى الوزارة لرفض العديد منهم العمل والوقوف فى مواجهة المتظاهرين خوفا من إدراج أسمائهم ضمن المتهمين بقتل المتظاهرين.
وأكد مصدر أمنى أن أجهزة الأمن لم تتحرك إلى ميدان التحرير إلا بعد صدور تعليمات من الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإخلاء الميدان من الذين يقيمون فيه ويفترشون الخيام، وأن أجهزة الأمن تحركت إلى ميدان التحرير مدعمة بقوة من ضباط الشرطة العسكرية التى شاركت قوات الشرطة فى إخلاء الميدان يوم السبت وتطورت الأحداث بعد ذلك لاستشهاد حالة واحدة فقط إثر إصابتها برصاصة لا يعرف بعد مصدرها وقد تركت الشرطة العسكرية ضباط الشرطة فى المواجهة بعد ذلك.
وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن ألقت القبض على أجانب بحوزتهم قنابل حارقة بها مادة سى بى آى وتم إلقاء بعضها على وزارة الداخلية وكان عددها 19 قنبلة، بالإضافة إلى ضبط أجانب فى مطار القاهرة وعثر بحوزتهم على أسلحة وأجهزة لاسلكية من أحدث الأجهزة التى تستخدمها أجهزة المخابرات فى العالم وعندما تم التحقيق معهم اعترفوا بأنهم حصلوا على ترخيص بالدخول لمراقبة الانتخابات.
من جانب آخر عقد اللواء منصور العيسوى اجتماعا موسعا لقيادات الأمن، حضره كل من اللواء احمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام واللواء سامى سيدهم مساعد الوزير للأمن واللواء محسن مراد مساعد الوزير لأمن القاهرة واللواء عماد الديب مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى وقرر الوزير إخلاء مبنى وزارة الداخلية من الضباط نهائيا وتمركز ضباط الأمن المركزى والقوات الخاصة على جميع مداخل ومخارج مبنى الوزارة تحسبا لاقتحام الوزارة فى أى وقت لإصرار المتظاهرين على دخول شارع محمد محمود للوصول إلى مبنى وزارة الداخلية للانتقام.
وطلب الوزير من ضباط الأمن المركزى والجنود الذين يقفون منذ 4 أيام أمام الوزارة ضرورة ضبط النفس وعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين والالتزام بحماية مبنى الوزارة وطلب العيسوى من مساعديه حماية مديريات الامن وعدم الانسياق وراء الذين يحاولون استهداف جهاز الشرطة لتدميره لإحداث الفوضى فى البلاد، وقرر الوزير سرعة نقل الاسلحة الخاصة بأقسام الشرطة إلى مديريات الامن للحفاظ عليها وتأمين تخزينها لحين الانتهاء من الأحداث الأخيرة وحذر الوزير جميع الضباط من الوجود فى الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير لعدم الاحتكاك بالمتظاهرين، كما أمر بنقل جميع المحبوسين احتياطيا فى سجن طرة والسجون العمومية بالمحافظات خوفا من اقتحام أقسام الشرطة.
من جانب آخر طلب الوزير من مساعديه اعتماد خطة جديدة لتأمين الانتخابات التى ستجرى الاثنين المقبل وإجراء لقاءات مع المرشحين وكبار العائلات فى الدوائر الملتهبة بين المرشحين.
كما استقبل العيسوى أمس فى مكتبه عددا من أعضاء ائتلاف الثورة والناشطين السياسيين لتهدئة الأوضاع بين الشرطة والشعب، وجارٍ إجراء عدة لقاءات حتى تهدأ الأمور.
من جانب آخر، أخطرت وزارة الداخلية النائب العام لندب احد مساعديه للقيام بمعاينة فورية لموقع الأحداث للتحقيق وإثبات الواقع فيما يثار من اتهامات حول قيام قوات الشرطة المكلفة بحماية مبنى الوزارة بعدم الالتزام بأماكن ارتكازها فى محيط الوزارة.