لا مظاهر للعيد في بغداد والكنائس تتحول الى مايشبه القلاع
كاتب الموضوع
رسالة
AvaMakar نائب المدير
عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
موضوع: لا مظاهر للعيد في بغداد والكنائس تتحول الى مايشبه القلاع السبت 25 ديسمبر 2010, 11:09 pm
لا مظاهر للعيد في بغداد والكنائس تتحول الى مايشبه القلاع
بغداد (رويترز) - على غير العادة حضرت بان زكي هذه السنة الى كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد قبل يوم واحد من بدء احتفالات عيد الميلاد وراس السنة وهي متشحة بالسواد لتقف في المكان الذي قتل فيه زوجها قبل اسابيع في هجوم مسلح على الكنسية التي حولتها الاسيجة الخرسانية التي وضعتها قوات الامن العراقية مؤخرا الى ما يشبه سجن حصين.
وقالت زكي ان زوجها (51 عاما) لقي حتفه في الهجوم المسلح الدامي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة اواخر شهر اكتوبر تشرين الاول والذي نفذه متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة واسفر عن مقتل اكثر من خمسين شخصا اغلبهم من المسيحيين كانوا يحضرون صلاة الاحد انذاك.
وحضرت زكي (49 عاما) الى الكنيسة برفقة ولديها وابنتها الذين انخرطوا مع مجموعة من نظرائهم لا تتجاوز اعدادهم العشرين وهم يحضرون لتراتيل سيؤدونها يوم عيد الميلاد يوم السبت.
قالت وهي تحاول السيطرة على دموعها " لا عيد هذه السنة ... نحن هنا (نتحضر للعيد) لكن بدون فرح."
واضافت "كيف نفهم ان للعيد معنى وصور قتل زوجي والهجوم مازالت امام عيني لا تغيب عن بالي لحظة... لا يمكن ان انسى ابدا ما فعلوا بنا وكيف قتلوا الناس وكيف قتلوا زوجي."
ولم تسلم زكي هي الاخرى من الهجوم فقد تعرضت الى اصابة بطلقة نارية اصابتها في خاصرتها اليمنى وقالت وهي تضع يدها على مكان الاصابة وكأنها تحاول ان تتعكز عليها ان الطلقة التي اصابتها ادت الى تمزيق جزء من كليتها واحشائها والقولون وانها مازالت حتى الان تعالج من جروحها.
وكانت بغداد قد شهدت في الاسابيع الماضية عمليات مسلحة منظمة استهدفت المسيحيين ادت الى قتل العديد منهم وهو ما دفع بالمئات من العوائل المسيحية لترك منزلها بحثا عن ملاذ امن.
واعلن التنظيم المسلح لدولة العراق الاسلامية وهو تنظيم يرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن تلك الاحداث وهدد التنظيم بشن عمليات مماثلة اخرى. وطالب التنظيم في بيان وضع على موقع على الانترنت عادة ماتستعمله جماعات مسلحة القيادات المسيحية بالضغط على الكنيسة المصرية لاطلاق سراح مسيحيين قال التنظيم انهم اعتنقوا الاسلام.
كما طالب التنظيم المسيحيين في العراق بعدم التعاون مع القوات "المحتلة" واعلان البراءة منهم.
وازاء هذه الاحداث والخوف مما قد ينتج عنها من هجمات مسلحة اخرى طالب مجلس كنائسي يسمى الامانة العامة لمجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في بيان له قبل ايام اتباعهم المسيحين باقتصار الاحتفالات هذه السنة على الصلاة داخل الكنائس.
ولم يظهر على الكنائس في بغداد اي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية والتي عادة ما تبدأ مراسمها في بغداد ابتداء من مثل هذا التاريخ من كل عام.
وازاء هذه التهديدات قررت السلطات الامنية العراقية اتخاذ تدابير احترازية اضافية فشرعت بوضع اسيجة اسمنتية بارتفاع يصل الى ثلاثة امتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو اسلوب تتبعه السلطات الامنية منذ فترة عند اي مكان او موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية.
وعند كنيسة سيدة النجاة انتصبت هذه الجدران تعلوها الاسلاك الشائكة وهو منظر حول الكنيسة الى ما يشبه القلعة.
وقال العريف عبد اسود محمد وهو رجل اطفاء كان يقف قرب شاحنة لاطفاء الحرائق على مقربة من كنيسة القلب الاقدس في بغداد ان "هذه الاجراءات هي جزء من خطة امنية لحماية الكنائس في بغداد."
لكن هذا المنظر لم يرق للكثير من المسيحيين الذي قالوا انه منظر محبط ويثير الكآبة.
وقال يوسف وهو يشير الى كنيسة سيدة النجاة " اقسم بالله عندما جئت الى هنا قبل ايام ورأيت هذه الجدران تحيط بالكنيسة بدأت بالبكاء."
واضاف " انظر الى المكان. كانه قلعة حصينة او سجن حصين وليس مكان للعبادة."
وفي داخل كنيسة سيدة النجاة مازالت اثار الطلقات النارية تغطي المكان بكامله ومازالت اثار تفجيرات الهجوم المسلح على حالها بينما راح عدد من الصبية ينشدون تراتيلهم استعدادا للاحتفال المقرر السبت وهو يوم عيد الميلاد.
لكن بان كانت تقف لوحدها منشغلة بذكرياتها المؤلمة.
وقالت وهي تشير باصبعها على المكان وبصوت يتهدج " كنت هنا على الارض ممددة وجرحي كان ينزف. وكان زوجي هناك لا يبعد عني سوى امتار معدودة وكان هو ايضا ممددا على الارض. لكن كان قد فارق الحياة."
واضافت " لم استطع الوصول اليه. خفت ان يقتلوني او يقتلوا اولادي الذين كانوا في حضني. بقيت اتفرج عليه ولا استطيع ان افعل له اي شيء."
وبسبب تلك الهجمات اضطرت المئات من العوائل المسيحية الى النزوح الى الاقليم الكردي في شمال العراق فيما قرر البعض منهم الهجرة الى خارج العراق وهو مادفع بالقيادات المسيحية الى ان تطلب من هذه العوائل عدم ترك منازلها والبقاء فيها.
لكن بان زكي شانها شأن العديد من المسيحيين العراقيين قرروا حزم امرهم والهجرة.
وقالت " قدمت زوجي ضحية . ماذا يريدون منا ان نقدم بعد. انا غير مستعدة لتقديم اي تضحية اخرى. لم يعد لدي سوى اولادي. ساخذهم وسارحل. يكفي ماقدمت من تضحية
لا مظاهر للعيد في بغداد والكنائس تتحول الى مايشبه القلاع