Manager المدير العام
عدد الرسائل : 3145 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 02/05/2008 نقاط : 12885 التقييم : 19
| موضوع: أطفال يقلبون الليل نهارا تحت وطأة الملل الأحد 05 سبتمبر 2010, 1:07 pm | |
| [size=29]أطفال يقلبون الليل نهارا تحت وطأة الملل
تطابق عقربا الساعة الثانية عشرة ليلا ومازال أمير -رغم انه لم يتجاوز التسعة أعوام- متيقظا « فالسهرة في أولها « كما قال لوالدته. اعتاد منذ بدء العطلة الصيفية أن يسهر امام التلفاز ويلعب بـ( البلاي ستيشن ) حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل بحجة الملل وغياب أي خطط للسفر او برامج للترفيه . وعبثا حاولت والدته ضبط سهره , بل ان عدوى سهره كما تقول انتقلت لاخيه الاصغر 7 اعوام , اذ شكلا بدورهما ثنائيا قادا ثورة منزلية على مواقيت الاستيقاظ والنوم فقلبا نهارهما ليلا وليلهما نهارا الامر الذي ارق والديهما في ظل عدم قدرتهما للسيطرة على اعادة عقارب ساعة النوم الى التاسعة كما كانت ايام الدراسة , او برمجة مواعيد تناول وجبات الطعام كالمعتاد . وتضيف ام امير : « ادركت وزوجي اننا غير قادرين على بث الفرح في نفوس اولادنا من خلال سفرة سياحية خارجية كانت او داخلية , فالوضع الاقتصادي لا يسمح بذلك , وطفلينا يتفهمان هذا الوضع , ولكنهما وجدا في السهر ضالتهما , فكيف بنا نحرمهما ايضا من تسلية مجانية قدمت لهم على طبق من فضائيات مختلفة ؟ «. وتقول ام خالد , مدرسة في احدى المدارس الخاصة , ان اجواء الصيف وما تشكله من فرص للسهر لاوقات متأخرة من الليل من خلال تجمعات الاسر والاصدقاء تفتح باب فرص سهر الاطفال على مصراعيه , اذ لا يشعرون بالوقت وتختفي اهميته نظرا لعدم اضطرارهم الى الاستيقاظ المبكر. « والعطلة الصيفية تمثل احيانا مشكلة لجهة اصرار الاطفال على السهر وتنفيذ برامج خاصة خلال ساعات الليل مثل استخدام الكمبيوتر بشكل مطوّل او سماع الاغاني بصوت عال , رغم انني مثلا قمت بالحاق ابني كرم 10 اعوام باحد المراكز الصيفية لممارسة رياضة السباحة الا انه لا زال يحبذ السهر مع اقرانه من الاقرباء حتى وقت متأخر» كما يقول ابو كرم , الموظف في احدى المؤسسات. استشاري علم النفس الطبي والارشاد النفسي في جامعة اليرموك الدكتور نايف الطعاني يقول ان الاطفال وبمجرد انتهاء السنة الدراسية يخضعون لتجربة جديدة في المواقيت لجهة الاستيقاظ والنوم وهذا بالضرورة يؤثر على ما يسمى بالساعة البيولوجية لهم وبالتالي فان من الطبيعي ان تتغير مواعيد نومهم واستيقاظهم . ويستدرك : على ان لا يحمل هذا التغيّر لديهم ثورة على النوم , اذ ان الكثير من الاطفال يحبون خوض تجربة السهر وكأنهم يبحثون عن استقلالية او يودون « الانتقام « من صحوهم المبكر خلال السنة الدراسية , وهذا يتطلب مراقبة من الاهل ومتابعة مستمرة وحث اطفالهم على الالتزام بمواقيت محددة للنوم لا تتجاوز في حدها الاقصى الثانية عشرة ليلا . ويعود للقول بانه من النادر ما يلتزم الاطفال بساعات محددة للنوم اثناء العطلة الصيفية لان اجسامهم تتكيف وواقعهم الذي لا يترافق مع اوقات محددة للاستيقاظ , وما زاد من حدة ذلك ما شهده هذا الصيف من احداث رياضية في ( مونديال 2010 ) الذي شهدته جنوب افريقيا اخيرا , الامر الذي شجع على اجواء السهر والتيقظ . ويرى الدكتور الطعاني ان ميل الاهل للسهر مع الاقارب والاصدقاء بسبب طبيعة فصل الصيف يشكل عدوى للاطفال الذين يعتقدون ان سهر اسرهم يشرعن سهرهم . ويعتقد ان عجز أمهات عن اقناع اطفالهن بالنوم المبكر في ظل واقع فصل الصيف يشكل نمذجة للاطفال الذين يظنون ان عليهم ايضا السهر كما يفعل الكبار . وينصح الدكتور الطعاني الامهات في هذا السياق باستخدام اسلوب الاشتراط مع اطفالهم بمعنى القيام باغرائهم عبر منحهم هدايا او العاب مقابل التزامهم بوقت محدد بالنوم . اخصائي اعصاب الاطفال الدكتور عبد الكريم القضاة يؤكد ان الحد الادنى لعدد ساعات نوم الاطفال يجب ان لا ينخفض عن 8 ساعات , لان قلة النوم او عدم انتظامه يؤثر سلبيا على اعصاب الاطفال ما يؤدي الى توترهم وعدم تركيزهم باعمالهم او حتى قدرتهم على التفاعل اليومي . ويقول : في العطلة الصيفية غالبا ما يسهر الاطفال ولكن ليس السهر طول الليل وقلب الليل لنهار او العكس مشددا على ضرورة تعويض السهر بالنوم اثناء النهار ومحذرا الاهالي من السماح لاطفالهم بوصل الليل وبالنهار وهم مستقيظون . ويشدد على ان ارتباط سهر الاطفال بممارسة العاب الفيديو الالكترونية مثل ( البلاي ستشين ) يؤثر على قيامهم بنشاطات فاعلة اخرى , ويجعلهم اسرى لنشاط يعتمد اولا واخيرا على شد الاعصاب والتركيز الذي يؤثر بالضرورة على صحة عيونهم ايضا . ويعرج على التأثيرات السلبية للسهر ومنها الدوخة والصداع والقلق وضعف بالتركيز وارهاق في الدماغ وتأثر في عمل القلب وعدم انتظام في حركات التنفس . ونقلا عن موقع الالكتروني متخصص بالشؤون الصحية فان السهر وخاصة غير المسيطر عليه يؤدي الى ضعف في عمليات التعلم لدى الأطفال المتمثلة بتأخر في النطق والتلعثم في الكلام وضعف في الذاكرة وحركات غير متوازنة وبكاء مستمر وانطواء واكتئاب , هذا فضلا عن اضطراب علاقات الطفل مع باقي الأطفال ممن هم في ذات سنه بسبب اختلاف التفكير الناجم عن نقص نمو الخلايا الدماغية.
[/size] | |
|