1-يطيع الشبل قائده: فملك الغابة /اكيلا/ كما رأيت عاقل سديد الرأي، يفهم
ما لايفهمه الشبل الصغير، ويعرف أحسن الطرق للحصول على صيد كبير، ولذلك
فإن صغار الأشبال تطيعه، وتتبع تعاليمه حتى في غيابه.
ويتعلم الشبل من أبيه وأمه في الغابة كثيراً مما يجدر بصغارنا أن يتعلموه
من آبائهم وأمهاتهم، ولو كنت مع ماوكلي أيها الشبل في الغابة لرأيت شبل
الأسد يلهو ويلعب وأمه رابضة على مقربة منه، فإذا ما حاول الابتعاد عن
مكان لعبه، رفعت الأم رأسها في الحال، وحدجته بنظراتها فيقف، ثم يقفل
راجعاً، مستغفراً من ذنبه، تائباً، لا يسمع لأحدهما صوت، فلا الأم قامت
بتوبيخه، ولا الشبل امتعض أو تذمّر... فجدير بك أيها الشبل، وقد ميزك الله
بالعقل والحجا، أن تطيع أباك وأمك ومعلميك وأولي الأمر منك، وخاصة
/اكيلا/، وأن تعمل بما يشيرون به عليك.
2-الشبل قوي العزيمة لا يستسلم لهوى نفسه: فالشبل في الغابة إذا خرج
للصيد، وجرى وراء حيوان ليقتنصه، لا يمكن أن تكلّ عزيمته ويطيع نداء
أعصابه، ويرجع خائباً، مهما أكدّه التعب، وأجهده النصب، وإنما يطارد
فريسته، ويجري وراءها من دون يأس، حتى يفوز بها، ويقتنصها أكلّة لذيذة شهية.
وكذلك أنت أيها الشبل، إذا ما كلفت بعمل، فقد تجده شاقاً أو مملاً، فلو
اتبعت هوى نفسك، كان نصيبك الفشل، ولكن إذا كنت شبلاً جديراً بهذه
التسمية، فلا يجب أن يتسرب إليك اليأس بحال، ولا تضيق ذرعاً بصعب، بل تبذل
قصارى جهدك، حتى تنجح وتفوز بمآربك، لا يضيرك أن تفشل مرة فتحاول مرة ثانية.
بهذا أيها الشبل... تتعود تحمل مشاق الحياة، وتصمد لها، فتهون أمامك الصعاب.
مصادر البحث:
1-حي بن يقظان: ابن طفيل.
2-مغامرات طرزان: ايدغار رايس بوروفس.
3-كتاب الأدغال: رديارد كبلنج.
4-المكتبة الكشفية: دار المعارف بمصر.