Manager المدير العام
عدد الرسائل : 3145 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 02/05/2008 نقاط : 12885 التقييم : 19
| موضوع: وفد الجماعة!! الأربعاء 18 أغسطس 2010, 11:20 pm | |
| وفد الجماعة!!لم تكن شعارات حزب الوفد وحدها هي التي قادت خطاي لمقر حزب الوفد قبل سنوات طويلة للتعرف علي كنهه والاقتراب من كوادره, والانضمام لصفوفه, بل كانت قبلها سنوات النشأة ولحظات ولادته التاريخية من رحم الشارع التي صنعت وبحق ثورة19 وعندما بعث من جديد وجد التفافا شعبيا رغم سنوات الغياب القصوي. وتأكدت مبادئ الوفد من جديد عام2010 في انتقال السلطة داخله بشكل متحضر في تفعيل معلم من معالم الديمقراطية داخله, وقد سبقها ـ عبر الفضائيات ـ تلك المناظرة غير المسبوقة في الشارع السياسي, والتي جرت بين قطبين وفديين لهما حضورهما وثقلهما عند الوفديين وفي قمة الهرم الوفدي, الدكتور محمود أباظة والدكتور السيد البدوي, قدما معا فيها حوارا راقيا, اختلفا وتعارضا دون أن يلجأ احدهما إلي مفردات' الردح السياسي' التي اقتحمت ادبيات الحوار العام وصارت واحدة من ابرز مفرداته. ثم جاءت الجمعية العمومية للوفد لتعيد الاعتبار للممارسة الديمقراطية كامتداد طبيعي لموروث أكدته مسيرة الحزب التاريخية, وعندما أعلنت النتيجة بفوز الدكتور البدوي بادر المتنافسان بتقديم صورة اكثر من رائعة بالخروج إلي الجمعية العمومية وللإعلام متشابكي الأيدي, لم يطعن من لم يوفق في الفائز وفي نزاهة الإنتخابات, ولم يندد الفائز بمن سبقه, وتنتقل القيادة في يسر وسلاسة وتجذب التجربة العديد من رموز المجتمع للانضمام للحزب تطلعا لدعم تجربة تبعث الأمل في تكريس ثقافة تداول السلطة إحتكاما لصندوق الإقتراع. علي أن ثمة إشارات مقلقة بدأت تنبعث من قيادة الحزب, تحمل نذر انقلاب علي مبادئ وثوابت الوفد, أوردها هنا آملا ألا تفسد الود الموصول مع الاستاذ الدكتور السيد البدوي بدماثة خلقه وبشاشته الآسرة. ـ زيارة رئيس الوفد لمقر الإخوان المسلمين: حملت لنا الأخبار نبأ زيارة الاستاذ الدكتور السيد البدوي لمقر جماعة الإخوان المسلمين ـ الأحد25 يوليو2010 ـ وبرفقته الدكتور علي السلمي, والمستشار بهاء الدين أبو شقة المستشار السياسي لرئيس الحزب, وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب, فهي إذن زيارة رسمية من الحزب وليسست شخصية, وفي سياق تبريرها قيل أنها زيارة بروتوكولية تأتي ردا علي زيارة المرشد العام للجماعة للحزب مهنئا بفوز د.البدوي, قال آخرون' إنها تحمل أبعادا سياسية وتستهدف الضغط علي النظام لتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة'., فيما رأي أحد اقطاب الحزب الناصري إنها زيارة تؤكد حرص د. البدوي علي التواصل مع القوي السياسية, بينما يراها البعض تكرارا لتحالفات بين الأحزاب في الغرب رغم تناقضاتها الإيديولوجية في فترات الإنتخابات لخلق كتل ضاغطة في مواجهة الحزب الحاكم. متناسين انها تحالفات بين كيانات سياسية شرعية, وليست مع جماعات تعمل بغير غطاء قانوني. وقال البعض أنها زيارة لدعوة الجماعة للمشاركة في المؤتمر الذي يزمع الوفد عقده ـ5 أغسطس ـ لمناقشة وجوبية توفر ضمانات لنزاهة العملية الإنتخابية, ورغم ذلك لم تلتفت الجماعة للدعوة ولم تشارك في المؤتمر في تصرف استعلائي كان بمثابة اللطمة علي وجه الوفد. وفي ظني أنها زيارة كارثية تقوض القواعد التي قام عليها حزب الوفد التاريخي والجديد, إذ تقدما اعترافا صريحا بجماعة تفتقر للشرعية, وبحسب الدراسات الموضوعية التي تناولتها كانت المفرخة الأم لكل التنظيمات الراديكالية الإرهابية التي روعت مصر والعالم في سلسلة الأعمال التخريبية ومازالت, ولا يمكن بحال الركون إلي كونها قوة سياسية( بوضع اليد) في الشارع السياسي, فلم نسمع يوما أن ثمة تحالف يمكن أن ينعقد بين حزب شرعي تأسس علي تبني الوحدة الوطنية وبين جماعة غير شرعية لا تكف عن الإعلان بأن مرجعيتها دينية وتحجب حقوق الولاية العامة عن الأقباط والمرأة, وسقطة الحزب هنا أنه يتجاوز مبادئ الشرعية من أجل بضع مقاعد برلمانية قد لا تأتي, بل قد يحدث العكس كما حدث عندما سقط الزعيم فؤاد سراج الدين في نفس الشرك بتحالفه مع الإخوان1984, والذي استطاع تحالف' التلمساني ـ سراج الدين' من خلاله الفوز بـ34 مقعدا, ودخل الإخوان المجلس علي ظهر الوفد, بعد سلسلة من الفشل الإخواني الممتد من1942 باستثناء الفوز اليتيم للشيخ صلاح ابو اسماعيل في انتخابات1976, ثم فوزه للمرة الثانية ومعه الحاج حسن الجمل1979. الغريب أن أحدا من الوفديين لم يعلن استهجانه لهذه الزيارة وكأنهم يعلنون موافقتهم الضمنية لها, رغم مدلولاتها الخطيرة التي تتنكر لكل مبادئ الوفد, ولا يخفف منها تأكيد رئيس الحزب استبعاد أي تحالفات مع الجماعة. ـ الصمت المطبق تجاه تصريحات الدكتورة سعاد صالح: كان لتجربة انتقال رئاسة الحزب بهذا الرقي والشياكة أثره في جذب العديد من الرموز المصرية من مختلف التوجهات للانضمام لعضوية الحزب لعل ابرزهم الشاعر احمد فؤاد نجم والسيد رامي لكح والاستاذة الدكتورة سعاد صالح ـ صاحبة الفتاوي الأكثر انفتاحا ـ والتي صرحت حينها بأنها( انضمت للوفد بعد أن رأت الصورة الحضارية التي خرجت بها انتخابات رئاسة الحزب, ففضلت استخدام طاقتها الدعوية من خلال لجنة الشئون الدينية والمرأة في الحزب بهدف التحرك في الشارع بين الناس, معربة عن أملها في أن يصل الوفد بعد مرحلة التكوين التي يمر بها إلي أن يكون بيت الأمة بالفعل ويحقق الطموحات التي تمناها منه المواطن المصري بعد افتقادها لسنوات طويلة وهو تصريح يؤكد توجه الدكتورة سعاد ويطرح سؤالا عن دلالات وجود لجنة دينية ضمن لجان حزب ليبرالي مدني وهو نفس السؤال المطروح علي حزب التجمع اليساري. علي أن الأهم أن الدكتورة سعاد صالح استاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر, رفضت عبر برنامج' مانشيت' علي قناةONTV تولي المسيحي منصب رئيس الجمهورية وفقا للقاعدة التي تقول بألا يولي الكافر علي المؤمن, ونحن لا نتوقف عند هذ التصريح في بعده الفقهي والديني فهذا حقها, لكننا نقرأه في بعده السياسي وباعتبارها عضوة في حزب الوحدة الوطنية ونتساءل عن صمت الحزب عن التعليق الرسمي أو التحقيق مع أحد أعضاءه سياسيا, هل اكتفي بمداخلة الاستاذ صلاح سليمان المستشار القانوني للحزب في البرنامج ورده الحاسم عليها؟, ربما, أو بتراجعها عن تصريحاتها, ربما, لكننا نري في صمت الحزب مناورة سياسية تغازل المتطرفين لكنها تأتي خصما من قيم ومبادئ الحزب. ـ استنكار السيد رئيس الحزب لأن يكون الحزب علمانيا: في إطار المقاومة الطبيعية من أنصار الدولة الدينية لمفهوم الدولة المدنية يمكننا أن نتفهم حربهم ضد العلمانية ووصمها بالكفر ومعاداة الدين بعد أن شوهو معناها عمدا وزورا, رغم أن المصطلح يقول بأنها من العالم أو من العلم, وقد ولدت في الغرب في مواجهة سيطرة المؤسسة الدينية علي مقاليد الحكم والسياسة وكانت نقطة الإنطلاق لمدنية الدولة والمجتمع, ولم تقل بمصادرة الدين أو إقصاؤه, أما أن يتبني حزب سياسي هذا الهجوم فهو أمر يثير الكثير من القلق ويشكك في مصداقية الحزب نفسه, لذلك لا يمكن بحال فهم تصريحات السيد الدكتور البدوي2010/8/5 وهو يعلن تبرؤه وحزبه من علمانية الوفد, ويستخدم نفس طرح الإخوان ويفرق بين مدنية الحزب وعلمانيته, بينما المصطلحان يحملان نفس المعني, أليس حزب الوفد من العالم ومن العلم ؟, هل يتبني حزب الوفد الدعوة لقيام دولة دينية ؟ رغم النفي الظاهري لرئيس الحزب, فيما أكد المستشار القانوني للحزب في مداخلته في برنامج مانشيت علي( أن الوفد حزب علماني يطبق الدستور ويطالب بالمواطنة والوحدة بين المسلمين والأقباط, مطالبا د. سعاد صالح بأن تراجع ثوابت حزب الوفد التي من غير المقبول المساس بها وأبرزها المساواة بين المسيحيين والمسلمين), وتذكر التقارير الصحفية( قيام د.البدوي بتفعيل اللجنة الدينية بالحزب وتخصيص صفحتين في جريدة الوفد أحدهما' إقرأ' للدين الإسلامي وأخري' أجراس الأحد' للدين المسيحي, وأضاف لهما البدوي صفحة متخصصة عن الأزهر الشريف, متسائلا أي حزب علماني يفعل ذلك علي مستوي العالم كل؟! لنعود إلي التساؤل عن هذا الخلط البين هل تحول الحزب إلي منبر ديني, أم أن مهمته الأولي هي مقاومة كل اشكال صبغ المجتمع بصبغة دينية؟, إنه حزب سياسي في المقام الأول لا يجب عليه ان يغازل الدين أو رموزه أو تياراته المتشددة. دون أن يعني هذا معاداة أو إقصاء الدين. الإشارات الثلاث بالغة الخطورة وتحمل نذر أن يتحول الوفد الحزب الليبرالي العلماني المدني إلي رافد من روافد الجماعة أو داعم لها. وعليه فالكرة الآن في ملعب الوفديين وعليهم أن يتحركوا في اتجاه الحفاظ علي الوفد' الذي كان', أما أنا فأعلن ـ آسفا ـ استقالتي من الحزب احتجاجا علي انزلاقه في منحدر الجماعة, أو هو في طريقه إلي ذلك | |
|