youo92 عضو متألق
عدد الرسائل : 2391 الكنيسة : انبا مقار العمل : طالب الاوسمة : تاريخ التسجيل : 13/01/2009 نقاط : 2648 التقييم : 9
| موضوع: سر الرب لخائفيه الثلاثاء 13 يوليو 2010, 10:44 pm | |
| سِرُّ الرب لخائفيه أجاب الكلدانيون قدام الملك وقالوا: ليس على الأرض إنسانٌ يستطيع أن يبيِّن أمر الملك ( دا 2: 10 )
«سر الرب لخائفيه» ( مز 25: 14 ) نرى إيضاحًا جميلاً لهذه الآية في مسألة حلم نبوخذنصّر، فالمجوس والسَحَرة والعرّافون والكلدانيون الذين أُتيَ بهم إلى حضرة الملك، كانوا جميعًا في ظلام دامس بخصوص حلم الملك لم يستطع احد ان يفسر حلم الملك. ولكن يوجد إله في السماء يعرف كل شيء عن هذا الأمر، ويستطيع أن يبيِّنه لأولئك الذين عندهم الإيمان والتعبد وإنكار الذات الكافي لأن يجعلهم ينفصلون عن نجاسات بابل ولو كانوا من الأسرى فيها. ونذيرو الرب أبعد نظرًا في أمور الحياة من أعظم فلاسفة العالم، وكيف يكون ذلك؟ كيف يستطيعون كشف أسرار العالم الغامضة؟ السبب هو أنهم فوق ضباب العالم، ومنفصلون عن نجاساته، وفي مركز الاعتماد على الرب والشركة معه «حيئنذٍ مضى دانيال إلى بيته، وأعلَم حننيا وميشائيل وعزريا أصحابه بالأمر، ليطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة هذا السر» ( دا 2: 17 ، 18). هنا نرى مركز قوتهم وفهمهم، فما كان عليهم إلا أن يرفعوا عيونهم إلى السماء لينالوا فهمًا واستنارة بخصوص مقاصد الله في الأرض.
«الله نورٌ وليس فيه ظلمة البتة» ( 1يو 1: 5 ). ولذلك إذا أردنا نورًا لا نجده إلا في محضره، ولا نستطيع أن نتمتع بمحضره المقدس إلا إذا انفصلنا عمليًا عن نجاسات الأرض.
ونلاحظ نتيجة أخرى لانفصال دانيال المقدس «حينئذٍ خرَّ نبوخذنصّر على وجهه وسجد لدانيال، وأمرَ بأن يقدِّموا له تقدمة وروائح سرور» (ع46). وهنا نرى أعظم الملوك قوة واقتدارًا وتكبرًا، ساجدًا عند قدمي مسبي أسير. يا لها من صورة بديعة! يا له من ثمر فاخر من أثمار الإيمان! حقًا إن الله يكرم الإيمان الذي يسمو لمعرفة أفكاره تعالى، لأنه لا يخيِّب ثقة مَن يتقدم إلى كنوزه الفيّاضة، وقد أدرك دانيال في تلك المناسبة أن الله قد تمم معه بكيفية عجيبة، وعده القديم القائل: «فيرى جميع شعوب الأرض أن اسم الرب قد سُميَ عليك ويخافون منك ... ويجعلك الرب رأسًا لا ذنبًا، وتكون في الارتفاع فقط ولا تكون في الانحطاط» ( تث 28: 10 ، 13). ومَن يتأمل في المنظر السابق، يرى بكل تأكيد دانيال رأسًا ونبوخذنصّر ذنبًا، ومَن يتأمل أيضًا في الوقفة التي وقفها هذا النذير المقدس أمام بيلشاصّر الشرير، يرى أنه كان في الارتفاع حقيقةً لا في الانحطاط ( دا 5: 17 ).
ما اجمل ان نكون من المقربين لدي الله ويطلعنا علي الاسرار التي يعجز امام فهمها العالم الشرير +++ | |
|