يد الرب صنعت هذا
فاسأل البهائم فتعلمك، وطيور السماء فتخبرك... مَن لا يعلم مِن كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا؟ ( أي 12: 7 - 9)
منذ عدة سنوات مضت، وُجد في منجم بأفريقيا أعظم قطعة من الماس، وقد أُهديت تلك
القطعة إلى ملك إنجلترا ليرصِّع بها تاج مُلكه. فأرسلها الملك إلى أمستردام لتُقطع وسلَّمها إلى صائغ ماهر. وماذا تظن أنه قد فعل بها؟
لقد أخذ هذه القطعة التي قيمتها لا تُقدَّر، وعمل فيها ثقبًا، ثم ضربها ضربة شديدة بآلته، وماذا حصل؟ انقسمت هذه الجوهرة العظيمة في يد الصائغ إلى قسمين. وبحسب الظاهر أصابها تلف وضرر عظيم، ولكن الأمر ليس هكذا، لأن الصائغ استمر أيامًا وأسابيع يدرس بدقة كيف يوجه هذه الضربة إلى اللؤلؤة. فرسم رسومات، وأخذ لها مناظر في أوضاع مختلفة. لقد درس نوعها، وما بها من عيوب، وتركيبها وكل شيء خاص بها، دراسة دقيقة. فالرجل الذي عُهد بها إليه كان من أمهر الصائغين في العالم.
هل تقول إن تلك الضربة جاءت خطأً منه؟ إنها على العكس كانت دليل مهارته الفائقة. إنه عندما ضرب تلك الضربة، فعل الشيء الوحيد الذي كان لا بد منه ليصل بالجوهرة إلى أعظم كمال ولمعان وقيمة، فتلك الضربة التي كانت كأنها مُتلفة لذلك الحجر الثمين، كانت في الواقع أساس نواله قيمة هائلة. لأنه من النصفين قد صُنعت جوهرتان عظيمتان، رأت عين ذلك الصائغ الماهر أنهما مخبوءتان داخل ذلك الحجر الخام عندما أُتيَ به من المنجم.
وهكذا في بعض الأحيان يسمح الله بضربة تقع على المؤمن. فيسيل الدم وتضطرب الأعصاب ويعلو الصراخ من شدة الألم. وقد تُرى هذه الضربة في الظاهر كأنها جاءت خطأ. ولكن الأمر ليس كذلك، لأن المؤمن هو أعظم جوهرة في نظر الله في هذا العالم، كما أن الله هو بلا شك أعظم صائغ في الكون.
يومًا ما ستلمع في تاج الملك. فبينما أنت في يده الآن، هو يعرف كيف يتعامل معك. فلا يسمح لك بأن تقع عليك ضربة إلا ومحبته هي التي تسمح بها، ولا بد أن تكون نتيجة هذه الضربة بركة وغنى روحيًا غير منظور، وفرحًا لك لم تكن لتنتظره.
منقوووول