كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست R2
للتسجيل بالمنتدي بالتسجيل
كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست R2
للتسجيل بالمنتدي بالتسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AvaMakar
نائب المدير
نائب المدير
AvaMakar


ذكر
السرطان النمر
عدد الرسائل : 4726
الكنيسة : القديس أنبا مقار
العمل : Administration
الشفيع : القديس أنبا مقار
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
نقاط : 14003
التقييم : 1

كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست Empty
مُساهمةموضوع: كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست   كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست Emptyالأحد 26 ديسمبر 2010, 11:11 am

كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست



كتبها مصرى100 الأحد, 26 ديسمبر 2010 03:44


كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست Smajorllإحنا معانا أحسن ست يُنصر دينك ياجورجيت

فى زمن ردئ تمكن فيه الشيطان من البعض فراحوا يعلون من الكذب والفساد والرشوة ويجعلون من ذلك نهجاً ودستوراً لحياتهم الى حد أن أباحوا فيه لأنفسهم وأحلوا الإستيلاء على حقوق الآخر دون ثمة وخز من ضمير , والمؤلم أن يكون ذلك فى زمن التحضر والمساواة وعصر حقوق الإنسان بالألفية الثالثة من الميلاد .

فى المقابل ومايخفف وطء ذلك , أن هناك من الأخيار من أدركوا أن الحق هو أسم وصفة للإله الأعظم جلت قدرته وعلاه , فكان أن جعلوا من كلمة الحق نهجهم الذى يسيرون على هديه دون ثمة خشية من لوم أو معاناة أو خسائر بما يقود المرء الى أن يستشعر أن الدنيا لازالت بالفعل , بخير .
من هؤلاء كثير من الأخوة المسلمين الأحباء المستنيرين الذين يأبون الظلم الواقع على الأقباط شركاء بنى وطنهم , ويسعى كل منهم فى مقاومة هذا الظلم كل بطريقته .

من أجل هؤلاء تراءى لضعفى تخصيص السلسلة الماثلة لكى ألقى الضوء من خلالها على كتابات البعض منهم , وقد إستهدفت من وراء ذلك تبيان إنه فضلاً عما
سوف يثابوا عليه من أجر يوم الدين , وبالرغم من أن الأيام قد طوت
كتاباتهم تلك , رغم ذلك إلا إنها لازالت حية فى قلوبنا نسترجعها ونستعيدها
بين الفينة والأخرى
لنتنسم عطر شذاها , ولكى نبدى لهم ونقدم كل محبة وشكر وتقدير مع دعوة وصلاة لكى يكثر إلهنا من أمثالهم وأن يعوضهم عن تعب محبتهم .


فى ذلك كانت لى كتابات لشخصيتين لهما فى قلوبنا كل محبة وتقدير ,الأولى منها وكانت للراحل الكاتب الكبير صلاح الدين حافظ - رحمه الله – حيث مقاله " جريمة تدمير مصر بالفتن الطائفية " وقد أبرزت رأي سيادته الحكيم "
لو كانت الدولة والمجتمع قد عالجا الفتنة الطائفية في بدايتها بالعلاجات
السليمة‏ ,‏ وليس بالمسكنات الوهمية ‏,‏ لما توسعت وصولا لما نحن فيه
اليوم من صدامات متكررة ‏,‏ ولو كانت الدولة طبقت توصيات لجنة تقصي
الحقائق التي شكلها البرلمان عام‏ 1972‏ برئاسة الدكتور جمال العطيفي‏ ,‏
لتمكنت من وأد الفتنة ‏,‏ وحل الإشكالات ‏,‏ ورفع المظالم ‏,‏ وكسر شوكة
التطرف‏ الذي أفرز تطرفا مضادا
.


أما الثانية فكانت للكاتب والمفكر الكبير د. طارق حجى – أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية - حيث مقاله " أقباط مصر .. مظلومون .. مظلومون .. " وقد أبرزت رأيه الحكيم " إذا لم تناقش المسألة القبطية هنا في مصر فستناقش في الخارج .. وإذا لم نقرْ بكل جوانبِ المسألة ، فإن الأقباط في الخارج سيطورون من أسلوب تناولهم للأمرِ من "مجرد الصياح بكونهم مظلومين" إلى "مسألة حقوق إنسان" – وعندئذٍ سيسمع لهم كثيرون ، ومنهم كبار صناع القرار على مستوى الكرة الأرضية .

عند هذا الحد من السلسلة توقفت لأسباب خارجة عن إرادتى , غير أنه وفى فترة لاحقة , وإبان أزمة مذبحة نجع حمادى , إذ بكلمة حق تدوى فتهتز لها أركان المجتمع وجنبات المجلس الموقر , والمفاجأة إنها لم تأت من رجل همام له القدرة والمركز والجاه , وإنما من إمرأة رقيقة فى بلد له نظرته غير السوية فى المرأة , وهى ليست كذلك , ليس ذلك وحسب وإنما هى قبطية ومعينة أيضاً فى البرلمان حيث يتوجب أن يكون ولاؤها لمن عينها وليس لم عينت من أجلهم وبإسمهم – وهو الأمر الشاذ فى بلدنا – وأن رأيها
هذا هو مخالف للرأى الرسمى المعلن من السادة المسئولين وعلية القوم من
رجال الحزب الحاكم بما يجر عليها ويجلب من المتاعب والويلات ماهى فى غنى
عنه لو كانت قد خدرت ضميرها
بمثل مايفعل غيرها ولم تعلنه جهاراً نهاراً . !!!


لقد دفعنى هذا الموقف البطولى الجرئ والرائع لكى أخرج عن السياق وأن أسجل لها هذا وألحقه بتلك السلسلة الماثلة واضعاً أمام ناظرى أن كلمة الحق ليست بمحتكرة على طرف مسلم أو مسيحى
دون عداهم , وأنما ومن الثابت والوارد أن تأت من غيرهم أيضاً ولو كانوا
من أتباع البوذية واللادينية وغيرهم بما يقود بألا تقتصر تلك السلسلة على
فصيل وحيد دون فصائل المجتمع الأخرى , حيث رؤيتى أن ما يجمع بين هؤلاء الأفاضل والفضليات جميعاً هو الضمير الحى الذى يتفجر بحب الحياة وليس بذاك الضمير الذى يبدو حياً وهو ليس كذلك حيث هو مخدر وقد أعتاد وأدمن على أن ينزع الى الكذب والضلال .


لقد قمت فى حينها بأن
شرعت قلمى وأخذت أخط به وأسجل لها هذا الموقف الرائع وقد قطعت فيه بالفعل
شوطاً لابأس به , غير أن ظروفاً قد حالت دون إستكماله , ومع أسفى وضيقى من
ذلك , غير أن ماخفف كثيراً عنى , أن هناك الكثير من الزملاء الأحباء قد
قاموا بالمهمة وبأفضل منى , ثم هاهى الآن قد أتت اللحظة التى تخرج فيها تلك السطور الى النور فى الوقت الذى إنفض السامر من حول بطلتنا
, وأتصور أن ذلك هو الأكثر ألماً فى نفسها , أن تجد نفر من هؤلاء
المتوارين قد أبدى لها من المشاعر الطيبة – فى ذاك الحين – فضلاً عن كلمات
إشادة وثناء ماكان له فعل السحر فى نفسها , وقد صارت النفس تواقة الأن
وبأكثر مما مضى لتلك المشاعر العارمة وذاك الحنو وقسمات وجه هؤلاء ورؤاهم
الكريمة التى إرتبطت داخلها بتلك المشاعر الجميلة , لا تفارق ذاكرتها ويبدو
إنها سوف تنتظر كثيراً دون أن يطرق بابها أحداً منهم أو يرن هاتفها بكلمة
لتدرك أخيراً , أن تلك المشاعر وهذا الثناء لم يكن لشخصها الكريمة وإنما كان – وهو المؤسف - للمنصب الرفيع . !!!


أعتقد أحبائى , إنكم قد عرفتم – ومن عنوان المقال – أن بطلتنا الجميلة هى الدكتورة جورجيت قللينى , حيث هى , وبحسب الوارد فى تعريف جريدة الوفد لقرائها حين أوردت فى سلسلتها حول الفتنة الطائفية فى 17/2/2010 م , إنها حاصلة علي الدكتوراه في القانون التجاري الدولي وتعمل محامية وسبق لها العمل رئيساً للنيابة , ثم أضافت الجريدة إنها قد تولت العمل بإدارة التشريع بوزارة العدل كأول سيدة تشارك في العمل بهذه الإدارة ,وقد مثلت مصر في لجنة قانون التجارة الدولية بالأمم المتحدة (4) دورات حتي تم اختيارها عضوا معينا بمجلس الشعب لدورتين متتاليتين . كما تم مؤخراًالتجديد لها في عضوية المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضواً بالمجلس المليالعام ومسئولة لجنة العلاقات العامة بالمجلس الملي .


هذا وقبل التطرق الى الأحداث , فإنه بادئ ذى بدء من الأهمية توضيح أن الحادثة البشعة لمذبحة نجع حمادى , قد نالت من الإهتمام بأكثر من غيرها من الجرائم التى إرتكبت بحق الأقباط
, مع إنها ليست الأكثر دموية وضراوة وخسائر فى الأرواح والمال والممتلكات
, خاصة من خلال رد فعل العالم الغربى المتحضر , وأتصور أن السبب فى ذلك
راجع الى إنه ,
فى أعياد الكريسماس لعام 2009 / 2010 م , وان كان الارهاب الخارجى قد فشل فى أن يلحق الضرر بالمجتمع الغربى المتحضر , غير أن نظيره الداخلى قد نجح للأسف فى أن يلحق الضرر بأهلنا البسطاء بصعيد مصر – مصر العليا – حيث كانت مذبحة نجع حمادى , الأمر الذى صاحبه ردة فعل قوية غير مسبوقة على المستويين المحلى والدولى , أزعجت النظام وقضت مضجعه
حيث لم يكن يتصور أن يغدو حجمها ويصير الى هذا القدر , ولعل ذلك – فى
نظرى – فى بعض منه مرجعه ان هذا الغرب المتحضر لم يزل خارجاً للتو واللحظة
- فى ذلك الحين - من كارثة كادت أن تتحقق فتذكره وتستدعى من ذاكرته هول
كارثة 11 سبتمبر , عندما فشل النيجيرى عمر الفاروق فى تفجير طائرة ايرباص 330 وعلى متنها مايزيد عن 300 راكب خلال رحلتها من أمستردام الى ديترويت , فكان أن جاءت
مذبحة نجع حمادى لتخيم بظلالها الكثيفة على هذا المجتمع الغربى فتدفعه –
رغماً عنه – الى تصور كم كان من الاحباء سيفقد لو نجح الارهاب الغادر
الخسيس
فى تحقيق مأربه بتفجير تلك الطائرة . ومتى ؟ فى أعياد الفرحة
والبهجة بالكريسماس !!! يا ألهى , فكانت ردة الفعل القوية تلك نتاجاً
طبيعياً لهذا الغدر والفعل الجبان , وهو ما أزعج النظام ودفع برأسه استجابة لتوصيات أمنية وسياسية لكى يتحدث فى الموضوع لثلاث مرات أطلق خلالها عبارات التحذير وانزال العقاب المشدد على كل من يمس أو يهدد الوحدة الوطنية
, وهو الفعل غير المسبوق على مدار قرابة الثلاث عقود الاخيرة تباينت
خلالها الكوارث والمآسى فى حدتها وخسائرها من أرواح الأقباط وممتلكاتهم دون
ثمة التفاتة من جانب النظام أو رد فعل ايجابى يستشف من خلاله إحساس
المسئولية وتفعيل المواطنة .

مع الخشية من تكرار
الحدث والدماء الذكية لم تبرد بعد , وتحاشياً من لوم وادانة المجتمع
الدولى ثانية , وربما جاءت ردة فعله هذه المرة أشد وأقسى من سابقتها ,
بسط النظام وأطلق يد الأمن القوية لتمضى الساعات التالية دون كوارث مثيلة
, ولو كان قد أعطى نصف هذا الاهتمام فى ليلة عيد الميلاد ماكان لكارثة
نجع حمادى من وجود
.

العجيب يا أحبائى , بعد ذلك وعلى الرغم مما هو بادى للجميع داخلياً وخارجياً عن طائفية الحادثة , قتل شباب قبطى وترويع أمام المطرانية مستهدفاً مسيحيين فى ليلة عيد الميلاد , رغم ذلك فالحادثة البشعة فى نظر النظام وما يعلنه إنها جريمة جنائية عادية ولا علاقة لها بالطائفية
, وهناك إصرار على تلك الرواية حتى بعد أن أعلن سيادة الرئيس فى إحدى
خطبه - فيما بعد - عن طائفية الحادثة , وها هو ذا تصريح الوزير المسئول د.
مفيد شهاب حين أكد على أن التحقيقات من قبل الشرطة والنيابة , قد أثبتت
أن الحادث فردى وليس طائفيا ، وأن المتهمين ليس لهم انتماءات دينية
ودوافعهم فردية ، وقد عادت الأوضاع هادئة فى المدينة فى مختلف المجالات ،
وكذلك القرى المجاورة لها والتى تأثرت بالحادث . وانظروا أيضاً الى رئيس برلماننا حين يرجع الجريمة ويربطها بحادثة إغتصاب فتاة فرشوط ولايكتفى بذلك وإنما يضيف اليها فرية وفاتها من جراء ذلك . كان ذلك فى لقاء مع سيادته بقناة ال
BBC , وعندما إتصل علمه بإنتقادات مواقعنا القبطية وكشف فريته , سارع بالقول أنه قصد بالموت , الموت المعنوى . !!!

فى المقابل تأت كلمة حق , وممن ؟ من نائب إخوانى هو أ/ محمد البلتاجي حين وصف أحداث نجع حمادي - فى ذلك الحين - بأنها طائفية 100%، وقال إنهؤلاء الضحايا لقوا حتفهم لا لشيء سوي أنهم مسيحيون ، وأكد أننا نحتاج للمصارحة حتينتدارك تلك الأزمة ، فنحن أمام منظومة قمع وقهر للجميع لا حل لها سوي إعمال القانون ،مضيفا أن كل شخص حر في اعتقاده ، وآية «لا إكراه في الدين» التي وردت في القرآنالكريم يجب أن تترجم دون تأويلات ، فمن حق الأقباط ممارسة شعائرهم بحرية ، وكذلك تولي المناصب العليا في الدولة مثل رئيس الجامعة أو عميد الكلية أو المحافظ، ووظائف فيالشرطة والأجهزة الأمنية وغير ذلك طالما تتوافر لديهم الخبرات اللازمة ، وأنا أتمنيأن يكون رئيس جهاز أمن الدولة قبطياً عادلاً أفضل من أن يكون مسلماً ظالماً .
سارع المجلس القومى لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق من أفاضل وفضليات أعضائه ومن بينهم أختنا وإبنتنا د. جورجيت قللينى
. وعلى الرغم من الفترة الصغيرة المحددة لإنجاز المهمة , إلا أن بطلتنا
قد إستطاعت أن تكتسب ثقة أهالى الضحايا , وكم هى المآسى التى تنفطر لها
القلوب
. هذا أب مسن قد أدخر وحيده لقادم الأيام , فصار له بمثابة العكاز الذى يتوكأ عليه , وعينيه التى يرى بهما , وأذنيه التى يسمع بهما , ثم جاءت يد الخسة والغدر والنذالة لتخطف زهرته
من أمامه , فتتسرب من بين يديه وتنهار كل أحلامه وآماله . فيا لقسوة
الموت وقد أختطف فلذة كبده . كم هى متحجرة وقاسية قلوب هؤلاء الحفنة من
البشر القتلة . لم يتذكر يوماً أنه قد تسبب فى أذى إنسان , فكيف لهؤلاء أن
يأذوه وأهله على هذا النحو . كم هى الحياة كئيبة من بعدك ياولدى . كنت أتمنى أن أفديك بروحى أنت ورفاقك الأطهار
, فعجباً ياموت وعتاباً .. بدلاً من أن يحملنى صغيرى الى مثواى الأخير
ويتقبل العزاء فىّ , إذ بالأمور تنقلب رأساً على عقب وأحمل أنا الكهل
الضعيف فلذة كبدى الى مثواه الأخير . هل رأيتم ياناس . لكن ماذا أقول . الرب أعطى .. الرب أخذ , وليكن أسم الرب مباركاً ,
ثم يرفع الرجل منديله ليخفى فيه وجهه مع إنحناءة وإستدارة جانبية , غير
أن إهتزاز جسده وأنات نفسه قد كشفته . إنه من الصعب والمؤلم وعلى غير
المعتاد أن نجد أحداً من رجال أهلنا بالصعيد يبكى , لكنه الضعف البشرى .

ثم هاهى الأم الثكلى تبكى وحيدها وهى تتذكر كيف كانت تراقبه فرحة وهو ينمو بين يديها وحضنها , وكيف كانا يتجاذبان أطراف الحديث وهما يضحكان ويتحدثا عن إبنة خالته , عروسه فى قادم الأيام وهى نصيبه حيث بنات عمه قد تزوجن ولم يبق منهن أحداً , وكم هى فرحة حماته به , أختها وأقرب شقيقة لها وإبنتها الخالق الناطق هى . متى تأت لحظة التخرج لنفرح بعرسك ياولدى , ومتى أحمل لك أول أبنائك
لأذوق مشاعر " أعز الولد ولد الولد " . لقد ذقتها مع إبن بنتى , لكن مع
إبن إبنى سيكون هناك مذاقاً آخر مختلف . الأم الثكلى تنتحب وتبكى من معها
حين ترد الى الواقع المؤلم فتصدر عنها أنات أسى ولوعة على الإبن والحبيب
الذى غاب ولن تراه عيناها ثانية , فتخرج الكلمات الحزينة من قلبها لتفلق
الحجر .

وهاهى الشقيقة الكبرى , وقد تركت بيتها لتقيم بالبيت الكبير ومعها زوجها وإبنها الرضيع . لقد دخلت وخرجت وقد جلبت معها ملابس الشهيد المخضبة بدمائه الذكية . لقد أتى الأوان ليخرج قروشه القليلة التى إدخرها من مصروفه وعمله فى الأجازة . هى تسترجع وتروى الأحداث , لقد ذهب مع رفاقه الأحباء لشراء الملابس من المدينة الكبيرة , عاصمة المحافظة , حيث العرض الرحب والسعر الأرخص والذى سيباهى به زملائه بالكلية ولن يقل عنهم . من محبته جعل هناك نصيبا من قروشه القليلة لشراء هديتين لست الحبايب والأب الحبيب , وهاهى الأم الثكلى تدخل وتأت بهما . لم تنس الشقيقة أن تخبر الحاضرين , إنها قد كلفته أيضاً بشراء هدوم العيد لها ولزوجها لأنها تثق فى ذوقه وقد تركتها بالطبع بالمنزل ولم تأت بها . ذهب الشهيد الى الكنيسة لحضور قداس ليلة العيد . إنها المرة الأولى التى يبدأ قداس العيد بدرى . طالبت والدتها بأن تذهب الى الكنيسة وسوف تقوم هى بكل مايلزم , لكن ست الحبايب إستنكرت وقالت كيف يكون ذلك يا إبنتى . هى تعرف طلبات كل فرد وما يحب فى الأكل , أكل الإفطار الذى سيجمعهم جميعاً فى ليلة العيد بعد خروج القداس . سوف تقوم بإعداد كل شئ كالعادة , وتطلب من إبنتها أن تهم وتسرع لأن الوقت يمضى وسوف تخرج الكنيسة بدرى .
لم يدر بخلد أحداً بالدار , أن تلك الملابس الجديدة سوف تكون ملابس زفاف الشهيد وعرسه الى السماء
, وأن اليوم هو الذى ستأت فيه الملائكة وتحمل أرواح الشهداء الطاهرة حيث
تنطلق الى الفرح السمائى الأبدى حيث الرب يسوع والملائكة وأحضان أبائنا
إبراهيم وإسحق ويعقوب , لتنضم أرواحهم الى الكنيسة المنتصرة , وتكتسب
كنيستنا المجاهدة أبراراً يصلون عنا ويشفعون أمام العرش السمائى . تلك يا
أحبائى جزء من الصورة التى أتخيل إنها قد بدت أمام د. جورجيت .

فى جلسة إستماع ومناقشة بالبرلمان الموقر , شن نواب الحزب الوطنى هجوماً ضارياً على د. جورجيت لمنعها من الكلام قاده عبدالرحيم الغول وأحمد أبوعقرب الى حد أن وصفها الغول بـالمجرمة وأن كلامها بيعمل فتنة , غير أنه فى جبن وتخاذل سرعان ماتراجع وأنكر قوله , وقد أكد د. سرور على أن المضبطة قد خلت من هذا الإتهام . ولأن المخطئ والمجرم إذا لم تتم محاسبتهما على الخطأ والجرم , عادا ثانية اليه وهو ماتحقق بالفعل مع الغول حين أعاد الوصف والخطأ فى برنامج الحقيقة وقناة OTV مما دعاها للتقدم ببلاغ ضده الى المستشار النائب العام وشكوى الى د. فتحى سرور .
إنها لمأساة يا أحبائى أن تصل الأمور الى هذا المستوى من الإنحدار , فقد سعى
كل من المهندس أحمد عز , د. سرور الى محاولة الصلح بينهما , وعندما لم
يتحقق ذلك رفض المجلس الموقر رفع الحصانة عن العضو السباب لمحاكمته
. هذا هو المجلس الموقر ونوابه الموقرين الذين يسنون لنا ويشرعون المبادئ والقوانين بدولة المؤسسات والقانون , وياقلبى لاتحزن . !!!

اليكم يا أحبائى بعضاً من المناقشة التى دارت بين د. سرور , د جورجيت حين حذرها من إدعاء بطولة زائفة حيث قوله : « كل المجلس يدافع عن أهالى نجع حمادى الأقباط والمسلمين ولست وحدك ». ثم كان أن وجه لها عدة أسئلة كان أولها «أليس الحادث فردياً؟!» أجابت: ليس فردياً لأنه وقع بجوار المطرانية ، فسأل سرور: أليس اغتصاب قبطى لفتاة مسلمة حادثاً فردياً ؟،
فردت : يقع مثل هذا الحادث حوادث أخرى يتم فيها اغتصاب مسيحيات ، وحادث
نجع حمادى وقع بجوار المطرانية .. يعنى طائفى ، فعقّب سيادته : عندما يقوم مجرم مجنون بحادث فهو يمثل نفسه ، وبالتالى فهو حادث فردى إلا أنها أكدت أن «الجريمة طائفية». فعقّب على ذلك قائلا ً: مهما كانت البواعث فالحادث فردى يعبر عن رأى صاحبه وليس عن رأى المجتمع بكامله.



خلافاً لما سبق , هناك بالقطع يا أحبائى من الشرفاء الوطنيين من أثنى على النائبة الشجاعة , وسوف أعرض لرأى إثنين من الحقوقيين وكاتب كبير :
++ قدم الدكتور محمد منير مجاهد - منسق جماعة "مصريون ضد التمييز الدينى"- التحية
والشكر للنائبة جورجيت قلليني على وقفتها في مجلس الشعب ضد طيور الظلام
وحماة الفتنة الطائفية ، وصمودها في وجه البذاءات والأكاذيب
التي
استخدموها ضدها ، كما حيّى المجلس القومي لحقوق الإنسان على تعامله مع
جريمة نجع حمادي وعلى توصياته لحل المشكلات الطائفية التي تكاد أن تفتك
بهذا الوطن .

++ كما أتفق أ/ بهى الدين حسن الناشط الحقوقى مع د. جورجيت فى رؤاها قائلاً : أنا شخصيا أتفق معها وقد واجهتبشجاعتها أشخاصا ذي نفوذ من كبار نواب الحزب الحاكم ورئيس مجلس الشعب ومحافظ قناوأتصور أنه كان علي الدولة أن تنصت باهتمام إلي عضوة في الحزب الحاكم ومعينة فيمجلس الشعب ، فعندما يتوصل شخص غير متطرف إلي أحكام من هذا النوع فهذا إنذارخطير ومن الخطأ أن تقابل بهذا الهجوم والطريقة الغوغائية . وقد أعتبر سيادته أن بعض من هاجموها لديهم مصالح ما تتعارض مع وجهة نظرها .
++ وتحت عنوان "النائبةالشجاعة " , كتب أستاذنا الكبير سلامة احمد سلامة: كشفت المناظرة الجريئة التى خاضتهاالنائبة الشجاعة جورجيت قللينى ، عن الخواء الشديد لمفهوم الديمقراطية البرلمانيةالتى يمارسها الأعضاء من أغلبية الحزب الحاكم ، أثناء المناقشة البرلمانية لمذبحةنجع حمادى . وظهر بوضوح أن من بين السيدات المصريات المشتغلات بالعمل العام ، من هُنّأقوى شخصية وأوسع أفقا وأشد إيمانا بالديمقراطية . كما ظهر أن الفهم القاصر للعملالحزبى الذى يتطلب الحوار حول برامج وسياسات محددة ، قد انقلب فى البرلمان المصرىإلى نوع من سلوك القطيع دون مناقشة أو تدبير ، بل أصبح نوعا من ديكتاتوريةالأغلبية.لم تستطع النائبة قللينى وهى عضو فى الحزب الوطنى أنتكذب نفسها وتخدع ضميرها وتشهد زورا على ما رأته بعينيها وسمعته بأذنيها أثناءزيارتها لنجع حمادى فى أعقاب المذبحة مع فريق من حقوق الإنسان .. فقالت إنّ ما وقعفى نجع حمادى يعد جريمة طائفية بكل المقاييس . وقد تضافرت فى التغطية عليها جهودالأمن والمحافظ.
واضطر المطران فى نهاية الأمر إلى الانضمام للجوقةخوفا وطمعا .. وبعبارة أخرى حفاظا على مصالح شعبه ، وحتى لا يتحول الموقف إلى فتنةكبرى .. وهكذا تحول الحادث المفجع إلى جدال لفظى أجوف : هل هو جريمة جنائية أم جريمةطائفية ؟? ولا يوجد فى الحقيقة خلاف بين التعريفين . فالجريمة الجنائية قد تنطوى علىأبعاد طائفية ..
والجريمة الطائفية هى جناية مكتملة الأركان . وقد بداوكأن الغرض من إغراق الناس فى هذه السفسطة هو إبعاد شبهة الفتنة التى تنجم عن وقوعاضطهاد لفئة ما بسبب الدين أو العرق . ولم يستطع أصحاب القول بالجريمة الفردية أنيشرحوا حتى الآن لماذا يقع إطلاق الرصاص على جمهور المصلين بعد أداء القداس فى لحظةاحتفال دينى كبير ، ويكون ضحيته ستة من الأقباط ؟ وما هو الدافع الحقيقى خصوصا أنمرتكبى الحادث من البلطجية والمأجورين ، وليسوا من المتعصبين الدينيين؟!?
هذا ما حاولت أن تقوله النائبة جورجيت قللينى ، وقالتهبصوت عال داخل البرلمان وخارجه .. فى الوقت الذى كانت الدولة تبحث فيه عن مخرجدبلوماسى لتبرير الحدث الفظيع أمام العالم . وكأن الأمر لا يعدو أن يكون جريمةارتكبتها عصابة من المجرمين . وأظن أنه لولا مأساة زلزال هاييتى ومفاجأة السيول التىأغرقت سيناء وأسوان لما توقف العالم عن تصويب سهامه إلينا .
لقد بدا تكتل أغلبية الحزب الوطنى فى مجلس الشعب، لكتمأنفاس النائبة ، وقطع لسانها عن الكلام ، وتوجيه الاتهامات إليها بأنها تسعى لبطولةكاذبة ، من أكثر المشاهد البرلمانية مدعاة للسخرية ، ورغبة فى المداراة عليها . وأكبرالظن أنها لو لم تكن سيدة صعيدية صلبة المراس ، ولو لم تكن عضوا بالهيئة البرلمانيةللحزب.. لعوملت كما يعامل نواب الإخوان فى بعض الأحيان ، بمنعها من الدخول وحرمانهامن الحضور، وربما طردها من صفوف الحزب ، وهو ما سوف تظهر تجلياته مع إعداد قوائمالمرشحين عن الحزب فى الانتخابات المقبلة .
لماذا إذن ووجهت جورجيت قللينى بكل هذا العنتالبرلمانى الذى لا يقل عن العنف الطائفى الذى نشكو منه ؟ وهل إنكار البعد الطائفى فىمذبحة نجع حمادى ونفى وجود محرضين وراءهم ، سوف يقضى على الفتنة ويمنع انتشارهاواستغلالها؟!? هكذا بدا التفكير السياسى لجهابذة الحزب الوطنى والمسئولين الذينبدأت تزعجهم ردود الفعل القادمة من الخارج ، والتى جعلت وزير الخارجية الإيطالىينتقد معاملة الأقباط فى مصر .
وإذا كان المسئولون قد سارعوا إلى استبعاد الطائفية مننجع حمادى وسايرهم المطران فى ذلك ، فإن هذا الإنكار لا يعنى بمنتهى البساطة سوىالتجاهل لجذور الفتنة ، وإغماض العيون عن المشاكل والخلافات التى تسبب الاحتكاكوالخصومة ، وتعميق الشعور بالظلم . وما لم نواجه هذه المشاكل بصراحة ونجتثها منجذورها ، فسوف تظل مصدراً للمحن والإحن التى تحيط بنا. انتهى
مع إعادة تعيين د. جورجيت بالمجلس القومى لحقوق الإنسان , تبين لى أن الحكمة والعقل كانت لهما الغلبة و العلو والسيادة , وتصورت أن يغدو ذاك النهج مع عضويتها بالمجلس الموقر , غير أن قائمة ترشيحات الحزب الوطنى للإنتخابات البرلمانية – فيما بعد - قد خلت من إسمها
مما جعلنى أتوجس , لكن الأمل لازال قائماً فى قائمة المعينين وأن ذلك
للأفضل لأنه ربما فعلوا بها بمثل مافعلوا بأختنا الفاضلة د. منى مكرم عبيد
حين تم إسقاطها من بعد النجاح , لكن المؤسف أن خلت قائمة المعينين أيضاً من إسمها . أخذت بى الأفكار كل مأخذ , ربما كان هناك تأثيراً على سيادة الرئيس من قبل من رأوا إنها تنزع الى البطولة خاصة وبحسب ماجاء بجريدة البشائر – فى ذلك الحين – أن أحد قادة الحزب
الوطنى الديمقراطى قد أشار الى أنه توجد أصوات كثيرة تطالب بعدم تعيين الدكتورة جورجت قلينى مرةأخرى فى مجلس الشعب ، عقاباً لها على الدور الذى تقوم به فى الملف الطائفى أثر كلحادث أعتداء على الأقباط . وقد قال الكادر الكبير الذى إمتنع عن ذكرأسمه " ماذا تريد جورجيت قلينى هل أصبحت هى زعيمة الأقباط ، ولماذا تتحدث فى مجلسالشعب بعد كل حادث أعتداء طائفى على الأقباط ، يكفى عليها التعيين لدورتينمتتاليتين .

لكننى يا أحبائى قد أرتحت الى تفسير هذا الفعل بكونه نوع من تغيير الدماء وإعطاء فرصة لغيرها لنوال هذا الشرف , وقد بت مرتاحاً الى هذا التبرير , غير أن ماقض مضجعى أن ألمح فى نهاية قائمة المعينين إسماً أراه لايمثل إلا نفسه ويستحيل أن يمثلنا نحن الأقباط , وهو المدعو جمال أسعد . يا إلهى . لماذا ؟ والى هذا الحد ؟ ليس هذا وحسب وإنما جاء خطاب السيد الرئيس « مخيبا لآمال الأقباط » ، لأنه جاء خلواً من جميع مطالبهم التى أعلنوها أكثر من مرة .

ليس لهذا التعيين من معنى عندى سوى رسالتين , الأولى منها لنا نحن الأقباط ومفادها , موتوا بغيظكم و( خلوا اللى بتعملوه ينفعكم) . أما الثانية
فللأعضاء المعينين أن يكون ولاؤهم لمن عينهم وليس لمن عينوا على أسمهم ,
وأن يقبلوا أن يكونوا ديكوراً طبقاً للدور المرسوم وأن ينضموا الى جوقة
المهللين للنظام ولو وصل الأمر للوقوف ضد صالح أهلهم وضميرهم
. هنا
تستدعى الذاكرة عن مسئولين لهم من الأداء السيئ والفاشل ما يترتب عليه من
رفض شعبى ومطالبة بإقالتهم دون إستجابة , والى أن تهدأ الأمور وتعود ريما
لعادتها القديمة نفاجأ بسيادة الرئيس وقد أقال هذا المسئول فى أقرب تعديل
وزارى مثلاً , والسبب وكما يقال حتى لايكون أحداً قد ضغط عليه أو لوى
ذراعه مع إننى أرى أن الأستجابة للمطالب والإرادة الشعبية تحسب لسيادته
ولاتنتقص منه . !!!

فى هذا , جاء رأى الفاضل د. طارق حجى : الدولة التي لا تعرف أن اختيار "جمال أسعد" سيستفز معظم الأقباط والكنيسة والبابا ،هي دولة إما جاهلة أو غبية : جاهلة، إذا كانت لا تعرف أثر اختيارها لمثل هذا الشخص،وغبية إذا كانت تعرف ولا تدرك الأثر ، أو تدركه وتريده.
[color:51b8=window****] فى لقاء سيادة الرئيس بقداسة البابا[color:51b8=window****] الذى دعاه اليه لأول مرة بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة , أن الرئيس مبارك قد طالب البابا بتخفيف نبرة خطاب الكنيسة في هذا التوقيت[color:51b8=window****]
، مع مرور مصر بمرحلة حرجة في تاريخها والتي تحتاج فيها لنشر الوسطية ،
وقد وعد البابا بالاستجابة لذلك . فى المقابل
طالب
قداسته من سيادته أن يصدر عفوا عن باقي 42 المحتجزين على ذمة تحقيقات
النيابة في أحداث العمرانية ، لعدم إفساد مناخ الاحتفال بعيد الميلاد يوم 7
يناير المقبل
[color:51b8=window****] ، بعد أن تم الإفراج عن
دفعتين سابقتين من المتهمين في الأحداث التي وقعت يوم 24 نوفمبر الماضي .
وبحسب ما صرحت به عديد من وكالات الأنباء
[color:51b8=window****], أن اللقاء قد شهد التطرق إلى العديد من القضايا على الساحة ومطالب الكنيسة عمومًا، حيث ناقش
مسألة إقرار قانوني "دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية لغير المسلمين"
وسط مطالب من البابا بإقراره خلال الدورة البرلمانية الحالية لوضع حد
للجدل الذي يثار من وقت لآخر .

[color:51b8=window****] هذا وقد واعتبر مراقبون[color:51b8=window****] أن المقابلة كانت أقرب اللقاءات ترضية من الرئيس مبارك[color:51b8=window****] بعد تعيينات مجلس الشعب التي أغضبت الكنيسة[color:51b8=window****] ، حيث لم يتم عرضها عليه لاختيار شخصيات من بينها[color:51b8=window****] خصوصًا وجود النائب جمال أسعد بين المختارين وهو ما أثار غضب الكنيسة بشدة . وليس لى من تعليق على عدم علم السيد الرئيس باسم جمال أسعد سوى ؟؟؟ !!!
كلمة أخــــــــــــــــــيرة

لا تبتئسى سيدتى وتغضبى لأنك قد غردتِ خارج السرب بكامل وملء إرادتكِ , مما أغضب عليكِ علية قوم حزننا الوطنى , وأنت تعلمين إن من شأن ذلك أن يطيح بكِ خارج المجلس الموقر فى قادم الأيام , وهو ماتحقق بالفعل .
وإن
كان الإنتماء لعضوية المجلس الموقر هو الشرف لنائب الشعب الذى لا يدانيه
شرف آخر , غير إننى أرى وأعتقد إنه رأى كثيرين أيضاً , أن الشرف كل الشرف
أن يضم المجلس الموقر بين جنباته الشرفاء من أمثالك سيدتى
, ويكفيكِ شرفاً يا إبنة المسيح إنكِ لم تسايرى الجو الفاسد فى إبراء المذنب وخلع الذنب على البرئ حيث هما مكرهة عند الرب
, وإنكِ قد أعلنتِ كلمة الحق عالية ومدوية حتى أزعجتِ قوى الشر دون ثمة
التفاتة من جانبك للومة لائم أو إنبهار بالزائل وطلباً له , لذا لاغرو إن
نمتِ قريرة العين , مرتاحة البال والضمير , وليس ذلك وحسب وإنما قد حزت بقوة يا أبنة المسيح وتملكتِ مكانتك اللائقة بكِ فى قلوبنا وقلوب الشرفاء .


وإن كان المجلس السابق قد ضم اليه نواب
نهب الاراضى – المخدرات – القمار – الكيف – القروض – أكياس الدم الفاسد –
الاتجار بتأشيرات العمرة – الاتجار بالعلاج على نفقة الدولة – نواب
التزوير – المحمول – الفياجرا وغيرهم ليختم بنواب الرصاص . مجلس بهذا
الوصف بالقطع هو مجلس سيئ .

وإن كان الأمر كذلك , فكم وكم يكون المجلس الجديد الذى يوصم بالبطلان قبل أن يبدأ
, ومن المرجح حله , لأن هذا البطلان الذى يؤدى الى فقده لكل شرعية ولن
يتوقف الأمر عندئذ , بل سوف ينال بالقطع من شرعية الرئيس القادم .


فى مقال سابق لضعفى أسميته ( نواب من الزمن الأغبر ) , أوردت فقرة به أرى مناسبة إعادة ترديدها , وليسمح لى القارئ العزيز بذلك , حيث طالبته بأن يتخيل أن الكرسى الذى جلس عليه عبد العزيز باشا فهمى هو ذات الكرسى الذى يجلس عليه الحاج رجب حميدة
( بائع سندوتشات الكبدة سابقاً وعضو المجلس الموقر حالياً حيث تم إنتخابه
مؤخراً , وأحد المطالبين بضرب شباب المظاهرات بالرصاص بالدورة السابقة ) ,
ثم يقارن بين أداء الرجلين ليتوصل الى نتيجة .. وأن يطرح هذا البون الشاسع ويسقطه على أداء المجلس الموقر فى أثناء دورة كل منهما , الاولى منها وقد كانت بالزمن الليبرالى الجميل حيث شعار " الدين لله والوطن للجميع " , والأخرى بزماننا الردئ هذا حيث مقولة " طظ فى مصر , وطظ فى ... " عندها سوف يتعرف على كم الانحدار الذى أنحدرنا اليه . وأضيف
الى ذلك مطالبتى أيضاً للقارئ العزيز أن يتصور أن الكرسى الذى جلست عليه
د. جورجيت , هو ذات الكرسى الذى يجلس عليه النائب المعين جمال أسعد , وأن
يقارن بين أداء كل منهما . !!!


لقد أوضحت فى الحالة الأولى - لمن لايعرف وكى يتبين شتان الفارق بين نائبين - أن عبد العزيز باشا فهمى , هو أحد رجال ثورة 1919 وكان رئيساً للوزارة ذات يوم
- وان لم تخنى الذاكرة – فقد كان صهراً للزعيم خالد الذكر سعد زغلول
ووالد زوجته صفية زغلول أم المصريين . لقد أوضحت أن هذا الرجل قد أعتنى بقريته الى حد انه لم يوجد بها أمى واحد , تخيلوا أن ذلك كان بعشرينات وثلاثينات القرن الماضى , ومن فرط أهتمامه بها , أطلق الناس عليها " كفر باريس " . أتصل علمه ذات يوم وفاة أحد الفلاحين الاجراء فكان ان ذهب بنفسه ليزور أسرته ليتعرف على أحتياجاتها ومايستطيع أن يقدمه لها ولم يعهد بذلك لأحداً من أتباعه
. سأل زوجته عما تجيد من عمل ليوفره لها بما يقيها من غدر الزمان , غير
أنها أمرأة بسيطة وقد أخبرته بعدم معرفتها أو اجادتها لأى شئ , بل وأطفالها
لازالوا صغاراً ولا يقوى أحداً منهم على العمل . أحتار الرجل , وكان من السهل عليه أن ينقدهم قدراً من المال ولو من زكاته , غير أنه يهدف الى توفير مايدر عليهم دخلاً يحفظ لهم كرامتهم . فى حيرته تنبه الى أن شيئاً ما قد مر أمامه فألتفت ليجده حماراً . سأل حمار من ؟ قيل : حمار المرحوم وقد كان يستعين به فى عمله . لمعت بذهنه فكرة ما حيث وجد بها حلاً , سارع بإجراء اتصالاته ليودع
الحمار لدى مصلحة البريد لكى يستعين به أحد موزعيها فيوفر بذلك على تلك
الاسرة أعباء أكله فى ذات الاوان الذى يدر عليها الدخل الشهرى الذى يوفر
لهم الحياة الكريمة
, ومن فرط أنبهار الناس بما فعل , جرى على السنتهم عبارة " ان عبد العزيز باشا فهمى من فرط محبته وأخلاصه لأهل قريته جعل من الحمار المنوفى موظف حكومة " .


سيدتى وأختنا وإبنتنا
جورجيت , أدعو الرب القدير أن يهبك الأجر السمائى الذى لايفنى ولايضمحل
عوضاً عن تعبك وتمسكك بكلمة الحق , وأنتِ المرأة التى ينظر إليها البعض
على إنها ناقصة عقل ودين , وفى زمن عز فيه الرجال وكلمة الحق . !!! .. أما
أنتم يا أقباط مصر , فلكم الرب الذى سبق فوعد ونطق بفمه الطاهر :


هــــا انا معــــــــــكم كل الايام الى انقضــــــــــاء الدهر ( مت20:28)
وأن كان الرب معنــــــــــــــــــــــــا فمن علينـــــــــــــــــــــــــــــــــا .





كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست Freecopts2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمة حق من إنسان فاضل ( 3 ) .. أجدع ست
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيديو : فاضل سليمان يقتل القتيل و يمشى فى جنازته
» حديث بين إنسان وفنجان
» لاتنهار بسبب إنسان
» كلمة حق
» حصرياً : البوم يا سبب وجودي لفريق الحياة الأفضل 2010 حصرياً CdQ 160 Kbp

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات المسيحية :: الاخبار المسيحية والعامة-
انتقل الى: