1- تعريف السفر + كتب هذا السفر العظيم سليمان الملك الحكيم ( 970 – 930 ق . م ) في النصف الثاني من القرن العاشر في أواخر حياته " نشيد الأنشاد الذي لسليمان " ( نش 1 : 1 )
+ أن سليمان الحكيم كتب أول سفر له وهو سفر سليمان ويُعلمنا فيه كيف نقمع الشهوات الجسدية والخطايا ، والسفر الثاني وهو الجامعة ويُعلمنا أن كل شي تحت الشمس باطل الأباطيل ، أما السفر الثالث وهو نشيد الأناشيد فمن خلاله نتأمل في الأمور السمائية " كما كتب سفر الحكمة الذي حذفه البروتستانت " .
محتوي السفر :
لم يحوي هذا السفر وصايا ولا تعاليم إنما يحوي سر الحب الأبدي بين العريس السمائي وعروسه .
" فقال المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية "
إنه نشيد النفس الذي ترنم به إلي الأبد حين تدخل إلي حجرة عريسها في السماء وتبقي في مجاله السماوي لتحيا حياة التسبيح الدائم .
نشيد الأناشيد :
تكلم سليمان بأمثال وأناشيد عديدة " تكلم ثلاثة آلاف مثل وكانت نشائدة ألفاً وخمساً " ( امل 4 : 32 ) وهــذا السفر أجمل الأناشيد وسمـــي في العبريــة " شيرهشيريم " أي ترنيمة الترانيم وفي الإنجليزية The song of songs أي أغنية الأغنيات ويري البعض إنه قـدس أقـداس العهد القديم حيث الحضرة الإلهية والعشرة مع الله
2- النظرية المسيحية واليهودية للسفر :
أولاً النظرة اليهودية :
1- جاء في الترجوم اليهودي " الأناشيد والمدائح التي نطق بها سليمان الملك ، ملك إسرائيل ،بالروح القدس أمام يهوه رب عالم كله ،في ذلك رُنمت عشرة أناشيد أما هذا النشيد فهو أفضل الكل "
2- وجاء في المدراشي " دراسات يهودية في الكتاب المقدس " أن " نشيد الأنشـاد ، قُدمت لله الذي سيحل بالروح القدس علينا ، إنه النشيد الذي فيه ،ليمدحنا الله ونحن نمتدحه "
هنا اليهود وعلمائهم يؤيدون سفر نشيد الأنشاد ولم ينكروه أو يحذفوه من العهد القديم بل وصلوا إلي معاينة السامية حيث فسروه بأنها العلاقة بين الأمة اليهودية " العروس " والله يهوه " العريس "
ثانياً النظرة المسيحية :
1- دعي العلامة أوريجانوس هذا السفر بــ " سفر البالغين " فالذي يقرأه لا يقف له حد قرائته فقط بل يذهب إلي ما وراء الكلمات وما تحتويه من معاني وقيم روحية .
2- ويري العلامة أوريجانوس أن هناك سبعة أناشيد تترنم بها النفس وهي في طريقها إلي الملكوت ويمثل سفر النشيد قيمة هذه الأناشيد .
أما هذه الأناشيد :
1- انشودة بنو اسرائيل عند عبورهم البحر الأحمر " خر 15 : 1-2 " وفيه تنشد النفس عند خروجها من جرن المعمودية .
2- أنشودة بنو إسرائيل عندما طلبوا ماء من موسي " عدد 21 : 17 ، 18 " وتنشده النفس عندما ترتوي من الينابيع الإلهية التي تفيض عبر الكنيسة .
3- أنشودة موسي علي صفحات الأردن " تث 32 : 1-4 " وتنشده النفس وهي تتمتع برعاية الله في برية هذا العالم .
4- أنشودة دبورة القاضية أثناء جهادها الروحي " قض 5 : 3 -5 " وتنشده النفس أثناء جهادها الروحي .
5- أنشودة داود النبي عندما هرب من أيدي أعدائه " مز 18 : 1-2 "
6- أنشودة أشعياء النبي " اش 5 : 1-7 " وتنشده النفس عندما تتحسس الأسرار الأبدية والسماويات .
7- نشيد الأنشاد الذي فيه تنشد النفس إلي الأبد .
3- قانونية السفر :
في بـاديء الأمر قد ذكرنا شهادة اليهود بالسفر وعلي ذلك تسلمنا منهم هذا السفر ضمن الأسفار المقدسة فهو وجد في :
1- النسخة العبرية التي جمعها عزرا الكاتب في القرن الخامس قبل الميلاد .
2- في الترجمة السبعينية في القرن الثالث قبل الميلاد .
3- حـاول الحاخام شمعي حذف هذا السفر ولكن مدرسة " هليــل " أكدت قانونيته وكذلك مجمع جامينا ( 95 م – 100 م ) .
4- ذكره القديس أغناطيوس تلميذ يوحنا الرسول .
5- أدرجه المؤرخ اليهودي يوسفيوس ضمن أسفار العهد القديم .
6- فسره " العلامة أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي "
7- ذكره القديس أثناسيوس والقديس جيروم في القرن الرابع الميلادي .
8- ووجد ضمن الأسفار التي وجدت في مخطوطات وادي قمران .
9- كــان اليهود يقرأونه في اليوم الثامن من عيد الفصح تعبيراً عن الحب الإلهي ،وأيضاً اليوم الثامن يرمز للأبدية .
الآراء المرفوضة في تفسير السفر سوف نعرفها الحلقه القادمه.......