وسائل تدريب الأشبال
مما سبق يتضح أن الأطفال في هذه المرحلة يتميزون بميلهم للعب ، وشغفهم
بسماع القصة ، وحبهم للمثيل ، وولعهم بالحل والتركيب ، ورغبتهم في التجول
والاستكشاف والاستمتاع بحياة الخلاء ، ولهذا يعتمد تدريب الأشبال على
خصائصهم السنية كما سنوضحها فيما يلي :
أولاً : الحركة واللعب :
الميل للحركة هو أشد ميول الطفل الفطرية ظهوراً ، وأبقاها في مراحل نموه
وهو الذي يدفعه إلى اكتشاف بيئته ، ويستطلع ما حولها ، واقتناء ما تصل
إليه يداه ، وتقليد ما يراه وما يسمعه وما يساعده خياله الواسع على
الابتكار والتفنن في لعبه ونشاطه .
واللعب وسيلة تشجيع الطفل على تعلم ما يجب أن يتعلمه بطريق غير مباشر ،
وعلي ذلك كانت وظيفة المربي تهيئة المجالات للطفل للعب المنظم مع أفراد من
سنه ، وأن يختار الألعاب التي تتلاءم مع طاقته الجسمية ، وأن يضع نصب
عينيه عند ممارسة أي لعبة ضرورة تحقيق أهدافها التي أهمها بذل الجهد
والتعاون والعمل لصالح الجماعة .
ثانياً : الميل لسماع القصة :
لاشك أن القصة تستهوى الطفل في سن الأشبال ، لأنها تسبع خياله وترضي ميوله
في حب المغامرة ، وواجب المربي أن يتخذ من هذا الميل وسلة لتوجيه الطفل
وتنشئته نشأة صالحة ، ولتحقيق ذلك يجب أن يتوافر للقصة مغزاها ، وأن يكون
هذا المغزى مما يفهمه الطفل ويتلاءم ومستواه الفكري .
ثالثاً : الميل للتقليد والمحاكاة :
التقليد والمحاكاة من الميول الفطرية القوية ، ولو نظرنا إلى الأشبال
أثناء لعبهم ، نجدهم ميالين بطبيعتهم إلى تقليد كل ما يحيط بهم من إنسان
وحيوان ولذا يجب على القائد أن يستغل هذا الميل في تربية الأشبال ، وغرس
العادات الطيبة في نفوسهم ، ولا يخفي ما للتمثيل من مزايا لها قيمتها
التربوية ، منها أنه يبعث السرور في النفس ، ويعود الطفل الثقة بنفسه ،
والتعبير عن آرائه ، فضلاً عن أنه وسيلة لتعليم الإلقاء واكتساب الكثير من
المهارات اللغوية ، كما أنه يعتبر من أنواع النشاط المحببة للأطفال ،
والمحاكاة والتمثيل يحملان في ثناياهما ، الاطلاع والقراءة وجودة الإلقاء
والعناية بإخراج الحروف والكلمات ، وحسن الوقفة والمشية والجلسة ،
والعناية بالمظهر وتنمية القدرة على التأثير في الناس ، كما أنها وسيلة
لإكساب الطفل بعض المهارات العملية ، وذلك عند عمل المناظر ، وللقيام
بتصميمها ورسمها ، وصناعة الملابس ، وإعداد المسرح ...... الخ .
رابعاً : حب الاستطلاع والملاحظة :
من المعلوم أن الطفل في هذا السن من مرحلة الأشبال يميل إلى حب الاستطلاع
واكتشاف أسرار الكون ، وما غمض عليه في مجتمعه من أمور ومن واجب المربي
توجيه هذا الميل لصالح الطفل حتى لا ينشأ محباً للتدخل فيما لا يعنيه
ميالا على تسقط أخبار الناس ، ويعمل المربي على استغلال هذا الميل الفطري
لصالح الطفل ، بتهيئة الوسائل له لاكتشاف بيئته ، فينظم له الجولات
والرحلات ، ويخرج به إلى الخلاء فيدرس الطبيعة دراسة حرة مباشرة ، ويتعرف
على حياة الحيوان والنبات ، ويتصل بالناس ويقف على عاداتهم وتقاليدهم ،
وهو في هذا كله يلاحظ ويدرس ويناقش ويجمع المعلومات ، معتمداً على نفسه ،
فيكتسب الكثير من الخبرات اللازمة لتكوين المواطن المستنير، وفي هذه
الدراسة الحرة للطبيعة ومشاهدها إيقاظ للشعور الديني بعظمة الخالق سبحانه
وتعالي في نفس الطفل ، فضلاً عن أن هذه الدراسة توجهه إلى تقدير الجمال في
شتي صوره ، وهذا ينمي فيه حب التذوق والميل إلى حسن التنظيم والتنسيق .
خامساً: شارات الهوايات :
وهي إحدى الوسائل الهامة في تدريب الأشبال ، وفي دفعهم للعمل ، وفي
توجيههم لاستثمار وقتهم الحر ، وإكسابهم الكثير من الخبرات والمهارات
اليدوية ، وهي فوق ذلك كله وسيلة يتبين بها القائد ميول الطفل واستعداداته
فيستطيع تنميتها بما يحقق له النمو المتكامل المنشود .
سادساً: المخيمات والرحلات:
لا يخفي على القائد ما للمخيمات والرحلات من أثر بارز في تربية الشبل فهي
تكسبه القوة ، وتمنحه الصحة ، وتنمي فيه الاتجاهات الحميدة والعادات
الطيبة مثل قوة التحمل والجلد والتعاون ، والاعتماد على النفس ، وهي خير
وسيلة تصله ببيئته ومجتمعه ، لهذا وجب أن يكثر قائد الأشبال من المخيمات
والرحلات وأن يعني بالتخطيط لها ووضع البرامج الكفيلة بتحقيق أهدافها .