وزير الإعلام يواصل إشعال الحرب الأهلية فى مصر

الكل يعلم مقدار وطنية وعظمة القمص "مرقص عزيز" ، والكل يعلم ثقافة الأخ أحمد بولس ، ومدى فكره الرائع وتحضره فى الحوار لمواجهة الأحداث الجارية فى مصر ، وهذا يتماشى مع كل الإعلاميين بقناة "الحقيقة" .. وإن بدا هناك بعض الصراحة من الأخ "أحمد أباظة" ، وهذا هو مربط الفرس فى رسالة المحبة التى أرسلها إلى جناب القمص الورع "مرقص عزيز" ، والمناضل الأستاذ "أحمد بولس" ..
تردد فى الأيام القليلة الماضية عن بث قناة الحقيقة على القمر الصناعى المصرى "النايل سات" ، وهذا الخبر بالقطع هو يسعد الملايين فى مصر ، لكى نشاهد برامجها الدسمة التى يقدمها كل القائمين والعاملين بالقناة ، ولكن هناك دهاء وفكر خبيث وراء هذا العمل ، وهو الوزير أسامة هيكل بصفته وزير الإعلام ..
إن الجميع يعلم أن هناك حرية رأى وحرية تعبير فى جميع الدول الأوربية وليس فى أمريكا فقط ، فلا يوجد سقف للحرية وهو ما جعل الأستاذ أحمد أباظة يصول ويجوب فى الكشف عن حقيقة "أولاد عيشة" ، لم يكن كل ما يقدمه الأستاذ أحمد أباظة يروق للجميع فكان هناك إعتراض من كثيرين من أقباط مصر ، لأننا لنا شركاء معتدلين وأصدقاء من الإخوة المسلمين ، ولكن كان هناك الرد دائما "نحن فى أمريكا .. لنا حرية الرأى والتعبير" ..
ولكن ماذا بعد أن قرر وزير الإعلام إشعال الوطن بمزيد من الحرائق ليس بسبب ما تبثه القناة بل بسبب برنامج الأخ "أحمد أباظة" .. نرجو أن تتصوروا معى عندما يبدأ الشحن والتحريض من الصحافة والإعلام المصرى بالإشارة إلى وجود قناة مسيحية تسب الرسول وهى الذريعة والحجة التى يلجأون إليها ، ويتم شحن الغوغاء والأماكن العشوائية وفتح إرسال القناة داخل المقاهى فى الأماكن الشعبية وكمية الساعات التى يبثها "أحمد أباظة" على القناة ، ماذا تتوقعون أن يحدث لو أن هناك مواطن لا حول له ولا قوة يجلس فى هذا المقهى أثناء بث البرنامج .. أعتقد أن الإجابة ستكون واضحة ..
نعم هناك قنوات إرهابية مثل "إقرأ" ، و"الحكمة" ، و"الناس" ، وتتناوب برامج هذه القنوات شيوخ التطرف والإرهاب ، ولكن عندما يتكلمون تنطلق أقلام الإخوة المسلمين المعتدلة لكشفهم وفضحهم ، هذا بجانب هجومنا الدائم على أفكارهم المتطرفة ، ولا تنسوا أن تركيبة المواطن المسيحى فى مصر تختلف عن طباع المواطن المسلم المتشدد ، وهو ما يجعلنا نتساءل .. ماذا عن 50 مليون مسلم أو أقل ، ما بين متشدد إلى إخوان إلى سلفيين .. إلخ .. إلخ ، أقول ماذا يكون موقفهم مع النقد اللاذع من أ. أحمد أباظة لـ "أولاد عيشة" ، بالقطع والمؤكد ستندلع الحروب الأهلية وسيسقط ضحايا كثيرين ، فى ظل دولة بلا دولة وحكومة بلهاء ومجلس عسكرى لا يرى لا يسمع لا يتكلم ..
هذا هو المخطط الذى سعى إليه هذا الوزير الإرهابى لكى يبرأ ساحته من الإتهامات التى تؤكد أنه العقل المدبر وراء مذبحة ماسبيرو ، وهنا بعد إندلاع الحرائق فى كل أرجاء الوطن من أسوان والشلالات حتى الأسكندرية سيجلس وزير الإعلام فى مكتبه ليحتسى كوبا من عصير البرسيم وهو يدلى أحد بياناته الحنجورية من خلف الشاشة ..
جناب القمص الورع "مرقس عزيز" ... الأمر متروك لكم ، ولكنى أحذر من وقوع كارثة فى مصر ، ربما لن يستطيع أحد تداركها .. نرجو أن تظل قناة "الحقيقة" هى "منارة الحقيقة" ، وهناك الإنجيل والكتاب المقدس ملئ بالعظات الروحية ، وهناك البرامج السياسية ، لك مطلق الحرية أن تعبر عن رأيك دون التجريح فى صلب العقيدة .. أعلم أنكم متابعون جيدا لمقالاتى التى أسطرها أكثر من ثلاثين عاما ضد الجهل والتطرف والإرهاب ، ورغم ذلك ليس لى شأن بالمعتقدات الإسلامية .. نعم أقول أن هناك إرهاب وتطرف إسلامى ، ونحن لا نتجاهله ، بل أكاد أكون أكثر الأقلام للرد على هؤلاء الغوغاء ، أعلم أن قرار الوزير هو من أخبث القرارات الإرهابية فى هذا الوقت الراهن .. فرجاء محبة .. لا تعطوا الفرصة لهذا الإرهابى أن يستغل قناتكم الرائعة ضد أقباط مصر .. ولكم منى ألف تحية .
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين