عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
موضوع: ياقوم : إحذروا ثورة الجياع قادمة ! السبت 13 أغسطس 2011, 11:50 pm
ياقوم : إحذروا ثورة الجياع قادمة !
ستة أشهر مضت من عمر الثورة المصرية تراجعت فيها السياحة التى كان يقدر دخلها بنحو 14 مليار دولار سنويا، الى اقل من الثلث، وتراجعت تحويلات المصريينفي الخارج المقدرة بحوالى سبعة مليارات دولار سنويا، وانهارت الاسواق الماليةالمصرية بسبب هروب مليارات دولارات من الاستثمارات الخارجية، والازمة الماليةالعالمية الناجمة عن قضية الديون الامريكية والتى تقدر ب 14 تريليون دولار وازمة منطقة اليوروالاقتصاديةومازال استمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والأمنية في ظل صراعات النخب السياسية فى مصر على تقاسم الكعكة وسطخلافاتها الايديولوجية والتى قد تؤدى فى النهاية الى انفجار ثورة الجياع في مصر، وهي اخطر انواعالثورات على الاطلاق ولم تضعها هذه القوى فى حساباتها
فبعد انتصار الثورة وخلع النظام الفاسد طفت الخلافات الايديولوجية على السطح، بدأ التنافس بين التيارات المتعددة على الحكم،وهذا امر طبيعي ومتوقع ولكن مانراه الان من انقساماتوخلافات بين الاسلاميين بمختلف تياراتهم، والليبراليين بمختلف توجهاتهم ورغم أنه يجسد الحالة الطبيعية لاى ثورة لكن على الجانب الاخر هناك شعب بدأ صبره ينفذ من توقف كل الموارد الاقتصادية والارتفاع الجنونى فى الاسعار وإنعدام الدخول وإنتشار الفوضى فى ظل الانفلات الأمنى الحادث الان والذى كشف الستار عن ترسانه من الاسلحة فى حوذة المواطنين فى القرى والنجوع وحتى فى عواصم المحافظات ومدنها والذى يعبر عنه عشرات القتلى يوميا فى كل قرية ونجع ومدينة والتى فاق عددها أضعاف ماقتل فى أحداث الثورة مرت ستة أشهر بالتمام والكمال على نجاحالثورة المصرية وخلع الرئيس من كرسي الحكم، وانهيارمنظومة حكمه التي استمرت ما يقرب من الثلاثين عاما وحفلت هذه الاشهر بالاحداثالمفاجئة والتى كان ابرزها، دون ادنى شك، مثول الرئيس المخلوع في قفص الاتهام، امام المحكمة ومعه نجلاه وبعض اركان حكمه، بتهم جنائية، تبدأ من المسؤولية عن قتلمتظاهرين عّزل، وتنتهي بنهب المال العام وسرقة عرق الكادحين المعدمين من أبناء هذا الشعب ولكن على الجانب الآخر يستمر الصراع والمعركة الأبرز الذى تشهدها البلاد هذه الايام بين التيارالاسلامي بتفرعاته السلفية والصوفية، وحركة الاخوان المسلمين، الاقوى والاكثر تجذرامن جهة، وبين التيار العلماني الذي ينضوي تحت عباءته الليبراليون والقوميونوالمستقلون، في الجهة الاخرى. بينما يقف ثالث من انصار الثورة المضادة يراقبون هذا الصراع، ليس من موقف المحايد،وانما من موقف من يصب الزيت على نار هذه الخلافات لزيادتها اشتعالا وتدخل على الخط القضيةالأسخن التي تحتل المكانة الأبرز في النقاشات الجدلية على الساحة هذهالايام وهى 'المبادئ الدستورية' التي يؤيدها الليبراليون والقوميون ويعارضها الاسلاميون بشدة. وهي مبادئ يريد مؤيدوها ان تؤكد على 'الدولةالمدنية'، كرد على 'الدولة الاسلامية'، التي يمكن ان يرسخها الاسلاميون في اي دستورمقبل، في حال فوزهم في الانتخابات القادمة فالليبراليون يتخوفون منالاسلاميين، ويشككون في نواياهم الديمقراطية المستقبلية، ويخشون ان يفرضواايديولوجيتهم على مصر الثورة، باعتبارهم التيار الاقوى والاكثر تنظيما، بل والاكثرحظا في الحصول على اغلبية المقاعد في اي برلمان جديد منتخب. والاسلاميون يردون على هذا الخوف بانه غير مبرر فانتم قبلتم ونحن معكم بالاحتكام الى صناديق الاقتراع والخيار الشعبي الحر في انتخابات نزيهة حرة، برقابةقضائية مستقلة فعليكم أن تقبلوا نتائجها والا فإنالبلاد ستغرق في الفوضى وعدم الاستقرار وأمامكم النموذج التركى الذى لم يفرض حتى الآنعلى الشعب التركى ايديولوجيتهم وما زالت تركيا العلمانية على حالها، وصور كمال اتاتورك مؤسسها وراعيها تتصدرالعملة التركية، وكذلك تماثيله المنتشرة في جميع الميادين الرئيسية في المدنالتركية.
وهنا لابد أن أقول أن علمانيو مصر واسلاميوها بحاجة الى دراسة هذه التجربة والاستفادة منها،والجوانب الاقتصادية منها على وجه الخصوص، حيث أن مصر تواجه الان مصاعب اقتصاديةمتفاقمة، تنعكس سلبا على الشعب المصري، وتضاعف من معاناته، في وقت بلغت تطلعاتهذروتها بالانفراج والرخاء، بعد نجاحه في خلع النظام الفاسد عبر ثورته
والمجلس العسكري الحاكميجب ان يتحرك ايضا، ولكن في الاتجاه الصحيح. فالحكومة الجديدة التى عينها تبدو وبما فيها حركة المحافظين اقل كفاءة مما هو متوقع، وطريقة تعاطيها مع القضايا خجولة، لاتتناسب مع مكانة الظرف الذى تمر به البلاد وعلى كافة الاطراف الان أن تركز كل الجهود فى كيفية انقاذ مصر من ازماتها الاقتصادية، وتأجيل، او على الاقلتخفيف حدة خلافاتها لتحقيق هذا الهدف، تماما مثلما فعلت لانجاح الثورة وازالةالنظام الديكتاتوري الفاسد وإلاسيأتى يوما "نبكى فيه كالنساء على ملك لم نحافظ عليه كالرجال" الوفد