عيد حلول الروح القدس

[size=24]عيد حلول الروح القدس

مزمور القداس: (مز5:46-6).

X "صعِد الله بتهلّيلٍ. والرب بصوت البوق. لأن الرب مَلَكَ على جميع الأمم".

الملك السمائي المُعزِّي

+ في هذا الجزء مِن المزمور إشارة واضحة إلى أن الصعود لابد أن يسبق العنصرة (حلول الروح القدس)، وهو تمامًا ما أوضحه السيد المسيح لتلاميذه "خير لكم أن أنطلِق، لأنه إن لم أنطلِق لا يأتيكم المُعزِّي، ولكن إن ذهبتُ أُرسله إليكم" (يو7:16).
كان الأنبياء في العهد القديم يُعزّون الشعب بقُرب مجيء المسيا المُخلِّص، والآن بعد أن جاء المسيا ها هو يُفارقهم بالجسد، فصارت الحاجة مُلِحّة إلى مُعزٍ آخَر وهو الروح القدس.
وحلول الروح القدس على الكنيسة أفضل من بقاء المسيح معنا بالجسد على الأرض.. لأن سُكنى الروح في الإنسان هو مجد عظيم له، وارتقاء بالبشريّة لتكون هيكلاً لله.. كما أن الروح القدس يسحب قلوب المؤمنين للارتباط بحضن الآب وبالمسيح المُمجَّد في السماء، فيشتهوا الانطلاق إلى العريس السمائي.
صعود المسيح للسماء ليس معناه أنه ابتعد عن عروسه التي افتداها بدمه، بل بالعكس هو مشغول بخلاصها، وقد أهّلها بصعوده أن تستقبل روح الله الذي يُقدِّسها ويُجمِّلها له ويُهيأها للعُرس الأبدي.
لذلك يعمل الروح القدس في داخلنا باستمرار ليدفعنا للدخول في شركة حيّة مع العريس السماوي من خلال الصلاة، كما يقول مار إسحق السرياني: [عندما يجد الروح القدس مسكنًا في إنسان فهو لا يعد قادرًا على التوقُّف عن الصلاة، لأن الروح لا يتوقّف أبدًا عن الصلاة فيه، سواء كان نائمًا أو مُستيقظًا فإن عطر الصلاة يرتفع بحرية من روحه، ومن ذلك الحين فصاعدًا لا يطلُب أن يُصلّي في أوقات معلومة لكنه يُصلّي في كل وقت].

+ "الرب مَلَكَ على جميع الأمم"
الرب يسوع في تجسُّده لم يؤسِّس مملكة أرضية، لكنه أعدّ قلوب المؤمنين ليملُك عليها بروحه القدوس، ويؤسّس مملكته الروحية في أعماقهم. وما أن حلّ الروح القدس على الكنيسة الأولى حتى نشرالرسل الكرازة ببشارة هذا الملكوت في العالم أجمع..!

v v v

للقمص يوحنا نصيف[/size]