إضراب البابا ! بقلم سحر الجعارة

[size=25]إضراب البابا !

بقلم

سحر الجعارة

12/18/2010
من حق البابا "شنودة"
الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن يغضب، أن يعلن
احتجاجه بالاعتكاف رفضا لعدم الإفراج عن المحبوسين احتياطيًا " من شعبه"
علي خلفية أحداث الشغب التي شهدتها منطقة العمرانية، من حق قداسته أن يعترض
ولو بالصمت علي تعيين بعض المستشارين الأقباط بمجلس الشعب، ممن يراهم
معارضين لسياساته أو يهاجمون الكنيسة مثل "جمال أسعد"!!. ونحن أيضا من
حقنا ان نسأل قداسته : منذ متي أصبحت الكنيسة "دولة مستقلة" داخل الوطن؟؟،
دولة لها قانونها الخاص، تصطدم بقوانين "الوطن" الذي يظللنا جميعا، بدءا
من الإطاحة بأحكام القضاء فيما يتعلق بالطلاق والزواج الثاني، وصولا إلي
تحطيم جميع القوانين و(البناء بلي الذراع) وتخريب المنشآت العامة ( مبني
المحافظة ومديرية أمن الجيزة).. علاوة علي تحطيم سيارات المواطنين
المسالمين!!. أعلم ان حكمتكم أبعد ما يكون عن نيل الحقوق بأحداث الشغب
والتخريب، وأن الدم القبطي ليس رخيصا كما تقولون، وأنا ضد التصدي للمظاهرات
بالرصاص الحي حتي لو كان المتظاهر كافرا، لكن يبدو أننا نريدها دولة
"مدنية" وهناك من يخطط للعب علي أرضية "طائفية"!. "العدالة" التي نبحث
عنها قد تكون في قانون بناء دور العبادة الموحد، لكنها ليست مطروحة لأيادي
البلطجة وزجاجات المولوتوف. ما الفرق - إذن- بين المتظاهرين في أحداث
العمرانية وجماعات الإرهاب في الاعتداء علي مراكز الشرطة والنيل من هيبة
الدولة - إن كان لايزال لها هيبة؟. ما الفرق بين ترويع الإرهابيين للآمنين
وما فعله أبناء شعبكم من اجتياح لمبني المحافظة؟.
القول بأن العمرانية (منطقة عشوائية الكل يبني ويهدم ولا أحد يسأل أو
يتساءل من عقارات ومساكن ودور عبادة)..دعوة لإشاعة الفوضي لا تصدر عن
إنسان حكيم!.
أما حالة الاحتقان الطائفي فلابد أن نردها لأصلها، وأصل الاشتباك هو ممارسة
الكنسية لأدوار سياسية بالأساس. أين ذهبت أصوات الأقباط في الانتخابات
البرلمانية الأخيرة؟. ولماذا تعلن قيادات دينية-مسيحية دعمها للحزب الوطني
ومباركتها للتوريث؟. لماذا تنتظرون التعيين في المجالس النيابية بدلا من
خوض معارك الوطن، وانتزاع المكانة اللائقة علي خريطة العمل السياسي
والحزبي بدلا من الطنطنة بنشيد "الاضطهاد".. من الذي يفرض "العزلة" علي
المسيحيين يا قداسة البابا؟؟. لولا تزوير الانتخابات لنجح "منير فخري عبد
النور" والدكتورة "مني مكرم عبيد" ورجل الأعمال "رامي لكح" وتلك هي
الإيجابية.
أليس وجود العديد من مليارديرات مصر من الأقباط دليلا علي دعم الدولة،(ومجاملتها أحيانا للأقباط )، وتكافؤ الفرص أمام الجميع.
إن شكل المساواة الوحيد في مصر هو في عدالة توزيع القهر السياسي، وتبعات
الفساد علي الجميع.. لكن القبطي قد يحظي باستثناء من باب مغازلة للغرب!.
لماذا يراهن أقباط مصر دائما علي غطاء سياسي من أقباط المهجر، لو كان من في
المهجر يقلق لوضع مسيحي الشرق الأوسط لآلمهم ما يحدث من انتهاكات لكنيسة
"القيامة". لقد مل أقباط المهجر من الحديث بلسان "الأقلية المضطهدة"،
وأصبحوا يتبنون ملفات "النوبة" و"بدو سيناء" باعتبارهم يمثلون الأقلية
الفعلية، فالأقباط يتجاوز تعدادهم 8 ملايين ولا توجد إحصائية واحدة صادقة
في هذا الشأن.. لكن "عملاء المهجر" لا يملون البحث عن أوراق ضغط تهم
الإدارة الأمريكية التي تتفنن في تفتيت الشرق الأوسط بالنعرات العرقية
والطائفية.
نعود إلي وادي النطرون حيث لايزال البابا "شنودة" معتكفا، وأنباء متضاربة
حول إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير المقبل.. وكأنه إضراب
كنسي لم يفلح قرار النائب العام المستشار "عبدالمجيد محمود"، بالإفراج عن
70 من بين المتهمين الأقباط في أحداث شغب كنيسة العمرانية، بإنهاء هذا
الإضراب غير المعلن!!.
هل المطلوب تسليم سلطات النيابة العامة إلي الكنيسة، كما سخرت الكنيسة جهاز
أمن الدولة لاستعادة من يُسلم من أبنائها؟؟. لا أدري.. كل ما أعرفه أن
هناك أيادي خفية تحمي نار الغضب وأن هناك صوتا شريرا طالب بإلغاء أعياد
الكريسماس وعيد الميلاد المجيد.. وأن الصراع بين الدولة والكنيسة لابد أن
يحسم -هذه المرة- لصالح "الشرعية".. فليس هناك "بشر" فوق القانون ذنبهم
مغفور، فهذا هو "التمييز الديني" بعينه!!

[/size]

» البابا الشجاع بقلم: محمد حمدى
» إن الله هو إله الكل | بقلم : البابا شنودة الثالث
» من اى ماء يشرب البابا شنوده الثالث | بقلم رفيق رسمي
» التطاوُل على قداسة البابا بقلم القمص أثناسيوس جورج
» الشر كثيرا ما يغلب الخير | بقلم البابا شنودة