أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد ! R2
للتسجيل بالمنتدي بالتسجيل
أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد ! R2
للتسجيل بالمنتدي بالتسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AvaMakar
نائب المدير
نائب المدير
AvaMakar


ذكر
السرطان النمر
عدد الرسائل : 4726
الكنيسة : القديس أنبا مقار
العمل : Administration
الشفيع : القديس أنبا مقار
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
نقاط : 14003
التقييم : 1

أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد ! Empty
مُساهمةموضوع: أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد !   أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد ! Emptyالأربعاء 06 أكتوبر 2010, 4:27 pm

أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد !

الإثنين 4 أكتوبر 2010


كتبها : شريف عبدالغني

قبل سنوات طويلة أتى إلى قريتنا عم سليمان «النصراني» أو «المصراني» حسب نطق الريفيين للكلمة. كانت ظروف الرجل صعبة، فتعاون سكان القرية على مساعدته، وأعطاه الحاج «الدسوقي الدّن» مكانا ملحقا بمنزله في حارة «الجامع» ليقيم فيه مع زوجته وأولاده. وكان والدي عند جنْيِ أي محصول من حقلنا سواء كان قمحا أو ذرة أو فواكه أول أحد كان يرسل إليه هو عم «سليمان»، وكذلك كان يفعل معظم القادرين، ليس إغراء للرجل على الدخول في الإسلام، لكن من منطلق إنساني وديني يحث على مساعدة الغير دون غرض، وهو ما ميَّز المصريين طوال تاريخهم. فكلهم أقباط، حيث إن القبطية تعني المصرية، وتنسحب على الجميع بغض النظر عن ديانتهم.
عاش عم سليمان في أمان، وعمل في النجارة، وازداد دخله واستطاع بناء منزل جديد، وتوثقت علاقته بإخوته المسلمين. أما زوجته «هانم» وشهرتها «أم عبدالله» -نسبة إلى ابنها الأكبر الذي استشهد في حرب أكتوبر 1973 ولاحظ أنه أحد أشهر الأسماء الإسلامية- فكانت أحد «أعمدة» الحارة. بيتها ملتقى لجاراتها المسلمات. إذا احتاجت واحدة منهن أن تذبح طيرا فترسل ابنتها إلى أم عبدالله لتذبحه، والمفارقة أنها كانت تبسمل وتكبر وتصلي على النبي قبل الذبح، ليس تملقا بقدر ما هو تعبير عن ثقافة مشتركة تجمع أبناء البلد الواحد. ووصلت ذروة العلاقة بينها وبين الحاجة «فاطمة» زوجة الحاج «الدسوقي» إلى أن الاثنتين كانتا تتبادلان إرضاع أولاد بعضهما، وهكذا رضع «أحمد» مع «سعد» من ثدي واحد «مسلم- مسيحي» يحمل عصارة قرون من التعايش المشترك، وظلت علاقة الود بين أحمد -الضابط والمحامي الشهير فيما بعد- وشقيقه في الرضاعة سعد -النجار النصراني- قائمة حتى وفاة الاثنين بمرض واحد من فيروسات الكبد التي لا تفرق في مصر بين الدكتور محمد سليم العوَّا والأنبا بيشوي، صاحبي زوبعة التصريحات الأخيرة!
أما وفاة «أم عبدالله» نفسها، فكانت حدثا مشهودا، جلست ابنتاها «عزيزة» و»فهيمة» مع نساء الحارة يبكونها، ومثلما يحدث في مثل هذه الظروف بالريف، ذهب الرجال إلى المسجد المجاور وأحضروا «الخشبة» الخاصة بغُسل المتوفين، ووضعوها في منزل عم سليمان انتظارا لعودة ابنها «سعد» من عمله خارج القرية، وهمت النسوة بتغسيل أختهم لولا قدوم «سعد» الذي شرح لهم اختلاف الدينين في هذه النقطة. واستقبل أهل الحارة العزاء فيها مثلما يفعلون تماما عند وفاة أي مسلم، ثم نقلوها معا إلى المقابر.
إذن، ماذا حدث، وكيف تحولت علاقة الحب في أبهى وأرقى صورها مثل النموذج الذي ذكرته، بين أناس بسطاء يزعم البعض حاليا أنهم منبع للتطرف والتعصب، إلى أجواء شك وريبة وتربص تجاه الآخر؟
لو قسَّمنا مصر في القرن العشرين إلى أربع مراحل، سنجد أن المرحلة الليبرالية الأولى منذ بداية القرن حتى قيام ثورة يوليو تميزت بأن المفكرين كانوا هم قادة المجتمع، على غرار المجتمعات الأوروبية المتقدمة. تخيل عندما تكون أسماء مثل طه حسين وعباس العقاد وعبدالرازق السنهوري وسلامة موسى وتوفيق الحكيم وقاسم أمين، وسياسيين عظماء مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس يتسيدون الساحة، حيث نشروا الأفكار الديمقراطية وقبول الآخر وحرية المعتقد في نفوس الجميع. ومن هنا قامت ثورة 1919 تحت شعار حقيقي: «وحدة الهلال والصليب»، وحتى مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» الشيخ حسن البنا لم يكن أبداً متطرفا أو متزمتا، والنتيجة أن أحد أشهر السياسيين الأقباط وهو مكرم عبيد، صاحب المقولة: «أنا مسلم وطناً.. مسيحي الديانة» كان الوحيد الذي أصر على مشاركة والد البنا تشييع جنازته رغم الحصار الأمني، وحفظ له التاريخ كلماته الصادقة في رثاء مرشد «الإخوان».
وقتها لم يكن غريبا أن يتولى رئاسة الوزراء سياسي قبطي، أو يكون المسيحيون أصحاب أسماء بارزة في مختلف المجالات، أو تتصدر واجهة الفن أسماء مثل ليلى مراد ونجيب الريحاني وكاميليا وإستيفان روستي، حيث أحبهم الناس دون أن يسأل أحد عن دياناتهم.
المرحلة الثانية بعد الثورة، لم تشهد أية أعمال عنف طائفي، حيث قاد جمال عبدالناصر المصريين حول مشروع قومي وبناء دولة جديدة قائمة على العدالة الاجتماعية، ذابت فيها الفوارق، وانشغل الكل بالمشروعات العملاقة التي بدأتها مصر الناصرية. أما المرحلة الثالثة خلال فترة حكم السادات فقد شهدت بداية النفخ في نار العنف، حينما أخرج السادات -في خطأ تاريخي له- الجماعات المتطرفة من القمقم لمواجهة المناوئين له من اليساريين والناصريين، وأطلق على نفسه لقب «الرئيس المؤمن». وبعدما نشر المتطرفون نيران التعصب ضد الأقباط، انقلب السحر على الساحر ووصلت المأساة إلى ذروتها بقتل السادات نفسه في نفس يوم انتصاره في السادس من أكتوبر.
أما المرحلة الرابعة بعد السادات، فإن غياب الديمقراطية كان سببا مباشرا في رفض الآخر أياً كان، سواء كان مختلفا معك في الفكر أو المعتقد أو الدين، فضلاً عن أن سياسة التعذيب التي تقوم بها عناصر من الأجهزة الأمنية، لا تطال الأقباط خوفا من ردود الأفعال العالمية، ومن هنا يشعر المسلم العادي الذي مر بهذه التجربة القاسية أن هناك «استئساداً» من الدولة ضد المعتقلين المسلمين، يقابله «استنعام» ضد المسيحيين. ولأنه لا يستطيع مواجهة الأمن فإنه يصب جام غضبه على الأقباط.
وخلال الأحداث الأخيرة على خلفية التصريحات النارية بين المفكر الإسلامي محمد سليم العوّا والأنبا بيشوي، الرجل الثاني في الكنيسة المصرية، وقبلها ما تردد عن احتجاز الكنيسة زوجة كاهن قيل إنها أسلمت، لوحظ أن المظاهرات المتبادلة من الجانبين تتسم بحنق شديد على الآخر، دون أن يدرك الجانبان أنهما لو وجها طاقاتهما معاً للمطالبة السلمية الحضارية بإقامة ديمقراطية حقيقية، فلن يكون هناك مظلوم أو مضطهد منهما، كونهما يستطيعان وقتها بأصواتها إزاحة أي مسؤول يظلم هذا أو ذاك.
أما مظاهر الفخر والفرح عند الجانبين، إذا دخل أحد عناصر الفريق الآخر دين «خصمه اللدود» فهي تدل على قصور عقلي، لأن أغلبية حالات تغيير الدين أسبابها اقتصادية واجتماعية، ولا تعبر إطلاقا عن قناعة بالدين الجديد. فتغيير الدين ليس أمراً هيناً أبداً، إنها -كما يرى كثير من علماء النفس- تجربة شديدة العمق والتعقيد، لا يقدر عليها إلا مفكر عملاق، اختار أن يكابد مشقة العثور لنفسه على طريق خاص إلى الله، أو إلى الدين الذي يناسبه. إنها محنة عقلية وروحية جبارة لا تليق أبداً بزوجة اقترنت برجل لا يطاق، فقررت الانتقال إلى دين آخر للإفلات من جلافة زوجها!
كنت أظن أن الديمقراطية هي العنصر الوحيد الغائب في الموضوع، ولكن اتضح أن أصحاب «العجول» وليس «العقول» في راحة !


المصدر
جريدة ايلاف
[b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b]أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد ! Elaph
[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد « المسلم » وسعد « المسيحي » يرضعان من ثدي واحد !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحمد عز يرفض التواجد مع هشام طلعت مصطفى فى عنبر واحد
» 16 صحفيا وإعلاميا بينهم فضل وفودة وسعد يدعون لإكتتاب عام لأول قناة فضائبة شعبية 28 أكتوبر
» صيدلية المسيحي
» "شرف الدين": المسيحي بعد الاستهداف المنظم ضده، لن يدير خده الأيمن ولا الأيسر
» لماذا ينبغي أن يذهب المسيحي الي الكنيسة؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات المسيحية :: الاخبار المسيحية والعامة-
انتقل الى: