بالفيديو.. بوابة الأهرام ترصد من مطار القاهرة رحلة العودة الأخيرة للبابا
كاتب الموضوع
رسالة
AvaMakar نائب المدير
عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
موضوع: بالفيديو.. بوابة الأهرام ترصد من مطار القاهرة رحلة العودة الأخيرة للبابا الأحد 18 مارس 2012, 9:38 am
بالفيديو.. بوابة الأهرام ترصد من مطار القاهرة رحلة العودة الأخيرة للبابا
18-3-2012 | 11:01
رحلات علاجية عديدة قام بها البابا شنودة الى الولايات المتحدة طوال السنوات الماضية.. كان مطار القاهرة شاهدًا عليها عند سفره أو عودته منها.. هو هو لم يتغير البابا شنودة.
فى عافيته، وفى مرضه، تشعر وكأنك أمام حكيم لهذا الزمان يحتوى كل من حوله وكل الظروف مهما كانت العواصف والأعاصير. كانت زيارته لمطار القاهرة تبعث عليه حالة من التفاؤل فى الإبقاء على وحدة كل المصريين حيث كان يحرص المسلمون قبل الأقباط إلى التطلع اليه ورؤيته. وفى مطار القاهرة يكون معظم رجال الكنيسة المصرية وقياداتها فى انتظار البابا واستقباله بقاعة كبار الزوار. القاعة كانت تمتلئ عن آخرها والرجال والسيدات لمن لا يسمح لهم بدخولها ينتظرون خارجها لإلقاء نظرة على قداسة البابا قبل سفره، وبمجرد وصوله كان ينتظر داخل سيارته ولا ينزل منها مباشرة حتى يتيح لهؤلاء الذين ينتظرونه خارج القاعة السلام عليه والحصول منه على البركة البابوية. كان يعاملهم بلطف شديد وتواضع أشد.. تشعر من المشهد بالفعل بحنو الأب على الأبناء الذى يشملهم عطفه أما هم فيرون فيه الرمز والقيادة والطريق إلى الرضى.
وداخل قاعة كبار الزوار، اعتاد البابا أن ينتظر قليلاً قبل أن يغادر إلى طائرته، وكان يستخدم إماإحدى الطائرات الخاصة التى اعتاد عليها وكانت هى الطائرة الخاصة التى يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس أو طائرة مصر للطيران، وكان قلما أن يغادر على متن طائرة شركة طيران أخرى غير الشركة الوطنية مصر للطيران.
كان البابا شنودة وهو فى مطار القاهرة ودودا للغاية مع كل العاملين والموظفين الذين يراهم وكان قليلاً مايتناول شيئًا من المشروبات قبل سفره وكان لايمنع التقاط الصور معه خاصة للموظفين بالمطار الذين يأتون خصيصاً لالتقاط الصور والحصول على البركة منه.
أما الصحفيون فكان يتعامل معهم بنفس درجة الود ولايصرح بشيء يمكنه أن يؤثر على وحدة الوطن بين المسلمين والأفباط أبدًا مهما كان الأمر، وكانت الظروف التى تمر بها البلاد من أحداث كبيرة مثلما حدث فى تفجيرات كنيسة القديسين. وكان دائمًا إما أن يقول خيرًا لصالح الوطن ووحدته أو يصمت وأيضًا لصالح الوطن.
وفى حديثه كان يغلب على قداسة البابا دائمًا روح الصحفى الذى يعرف ويعى تمامًا متى يقول ماذا ولمن ولماذا وكيف، فلا تستطيع أن تغلبه، وهو السياسى الكاتب الصحفى عضو مجلس الصحفيين ومهما حاولت معه كان ينظر نظرة ثاقبة فى عين من أمامه ودون أن ينطق تعرف جملة من نظرته "ماتعملش نفسك صحفى علىَّ"، وكانت هذه الجملة التى لم ينطق لسانه بها دائمًا تعلوها ابتسامة.. كنت تشعر بها دائمًا أنها خارجة من صميم قلب إنسان مصرى حتى النخاع لا تهزه الأحداث الكبيرة، ولا تحيد به عن هذا المبدأ وتلك القناعة التى أصبحت جزءًا كبيرًا من تكوينه، بل أنها أصبحت تمثل كل تكوينه.
فى عودته الأخيرة من رحلته العلاجية كان واضحًا عليه التعب عند إنزاله من الطائرة وعند نزوله من سيارته ورغم أنه كان من الممكن أن يغادر من سلم الطائرة الى خارج المطار مباشرة لكنه تحامل على نفسه حتى يلاقى من جاءوا فى انتظاره بقاعة كبار الزوار وخارجها .. نزل من السيارة على قدميه وهو متعب بعد رحلة سفر طويلة اقتربت على اليوم، ولكنه تحامل على نفسه وكأن روحًا جديدًا قد دبت فيه من جديد عندما وطأت قدميه أرض الوطن من جديد .. كانت السعادة تغمره وهو يرى تلك الجموع التى تأتى ليلاقيها عقب عودته، وبينما رجال الأمن يحاولون تأمين خروجه ومعه مساعديه كان لايبالى ويقترب كثيرًا من مستقبليه ومريديه وينتظرهم بعد ركوبه السيارة لمصافحتهم.. ولكن هذه المرة كانت هى المرة الأخيرة التى رأينا فيها قداسة البابا الذى لا ننسى نظرته الطويلة ونحن نقوم بتصويره عند نزوله من السيارة معاتبًا رقيقًا لطول بقائنا أمام سيارته واستمرار تصويره لفترة طويلة، وما كان رد فعلنا إلا بالتوقف والنظر إليها نظرة طويلة أخرى لم نكن نعرف أنها ستكون الأخيرة.
بالفيديو.. بوابة الأهرام ترصد من مطار القاهرة رحلة العودة الأخيرة للبابا