جنود وأشخاص بزى مدنى اعتلوا أحد المبانى.. وألقوا الحجارة والمولوتوف على المتظاهرين
19/12/2011
شارع لم يعرف الهدوء. هو قصر العينى، حيث بؤرة الأحداث. هدوء هش، يتبعه كر وفر بلا نهاية، بين قوات الجيش والمتظاهرين، زجاجات المولوتوف تضىء الشارع، بعد أن انقطع عنه التيار الكهربائى فى جوف الليل، دون توقف الحجارة المتطايرة فى الهواء. هذا هو المشهد طوال ساعات ليل أمس، وحتى الساعات الأولى من الصباح.
«يسقط يسقط حكم العسكر»، «يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم»، «ثوار.. أحرار.. هنكمل المشوار». هى هتافات الثوار التى كانوا يردون بها على اعتداءات الجنود والطلقات النارية، التى كان أفراد الجيش يطلقونها باتجاههم.
وفى الساعة الثانية صباحا، تقريبا بدأ الجيش اقتحام ميدان التحرير بهجوم كثيف لقوات أتت من مدخل شارع قصر العينى، باتجاه مسجد عمر مكرم، إضافة إلى القوات الموجودة فى شارع الشيخ ريحان، التى لم يشتبك معها الثوار على الإطلاق. القوات اقتحمت الميدان بالطلقات النارية، التى استقبلها الثوار بالهتاف والرشق بالحجارة، حتى احتلت قوات الجيش الصينية، واعتقلت مجموعة كبيرة من المتظاهرين، واعتدت على آخرين وسحلتهم وضربتهم بالعصى، ما تسبب فى وقوع إصابات بالغة لعدد كبير من الثوار، الأمر الذى دفع المتظاهرين لتطويق قوات الجيش ومحاصرتها داخل الصينية فى قلب الميدان، وكثفوا رشقهم بالحجارة، ما جعل أفراد القوات المسلحة ترتبك وتنسحب بشكل سريع إلى شارع قصر العينى مجددا تاركة جنديا تحفظ عليه الثوار. بعد عودة قوات الجيش إلى شارع قصر عينى عملت على رفع مستوى الجدار العازل الذى يفصل الجنود عن المتظاهرين، وذلك بإضافة صف من الحجارة إليه. وفى تمام الساعة الثالثة فجرا، انقطع التيار الكهربائى بالكامل عن شارع قصر العينى، لكن معركة تبادل الحجارة وزجاجات المولوتوف لم تتوقف بين المتظاهرين وأفراد القوات المسلحة، حيث اعتلى الجنود سقف مبنى مجاور لمجلس الشورى، ومعهم مجموعة من الأشخاص يرتدون زيا مدنيا وليس عسكريا، ورشقوا الثوار بالحجارة وزجاجات المولوتوف، والطلقات النارية، واستهدفوا جميع أعمدة الإنارة حتى يبدو الشارع مظلما.
قوات الجيش التى تمركزت فى شارع الشيخ ريحان، لم يهاجمها أحد من الثوار طوال ساعات الاشتباكات، قبل اقتحام ميدان التحرير، لكن بعد عودة القوات إلى شارع قصر العينى مرة أخرى، طالت الاشتباكات القوات المتمركزة فى شارع الشيخ ريحان بعد اشتراكهم فى الهجوم على الميدان.
تكرر اقتحام ميدان التحرير بنفس الطريقة، لكن قوات الجيش سيطرت على صينية المجمع ومدخل عمر مكرم، كما هاجمت قوات الجيش المستشفى الميدانى فى عمر مكرم، وحاول الثوار صدهم لكن بلا فائدة، حيث كان المصابون من الثوار ينزفون دما، ولا يجدون مكانا لعلاجهم، وقامت أفراد القوات المسلحة بحرق باقى الخيم المتبقية فى الصينية، واستمرت الاشتباكات بين الثوار وعناصر القوات المسلحة، حتى تراجعت القوات تماما تاركة جنديا آخر قام الثوار برشقه بالحجارة وإصابته إصابات بالغة، ثم نقلوه إلى مستشفى قصر العينى، بينما قام بعض المتظاهرين بتوزيع منشور يحمل صورة مجند وهو يقوم بسحل فتاة من شعرها، أول من أمس (الجمعة)، مع بداية الاشتباكات، وتم رصد مكافأة 10 آلاف جنيه، لمن يرشد عن المجند.
التحرير