خبراء وسياسيون: 3 أسباب لاكتساح التيار الإسلامى للجولة الأولى من الانتخابات.. "التنظيم الجيد" و"قوائم الكنيسة" و"المال الانتخابى".. وتوقعات بتكرار سيناريو "المرحلة الأولى" فى الجولتين الأخيرتين
الخميس، 1 ديسمبر 2011 - 14:47
لجان فرز
كتبت إحسان السيد ونرمين عبد الظاهر وعلى حسان
تباين تقييم العديد من الخبراء لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، والأسباب التى أدت إلى اكتساح التيار الإسلامى لها، وأجمع الخبراء على أن التنظيم الجيد و"المحترف" للإخوان قد حسم الجولة الأولى لصالحهم، فضلا عن الحشد الدينى للتيار الإسلامى فى مقابل قائمة الكنيسة، وتوقع البعض استمرار التفوق للتيار الإسلامى فى الجولتين المتبقيتين إلا إذا لجأت الأحزاب الأخرى إلى التخويف من سيطرة التيار الإسلامى على البرلمان.
وأرجع الدكتور محمد محسوب عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وعميد كلية الحقوق جامعة المنوفية، نتائج للمرحلة الأولى من الانتخابات، إلى القوة التنظيمية التى يتمتع بها حزب الحرية والعدالة والكتلة المصرية، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب تتمتع بقوة بشرية هائلة مكنتها من التواجد أمام جميع اللجان الانتخابية، وتمكنت أيضا من توفير المندوبين داخلها، وهو الأمر الذى لم تستطع الأحزاب المنافسة توفيره، نظرا لقلة خبرتها، وضعف الإمكانيات المادية لديها، معتبرا النتائج أمرا منطقيا مع حالة الشحن والاستقطاب التى شنتها الكنيسة والقوائم التى خرجت منها لتأييد مرشحى الكتلة المصرية، مما كان له رد فعل مقابل بالحشد الكبير لباقى المواطنين لصالح التيار الإسلامى.
وأضاف "محسوب" أن التيارات الإسلامية استغلت البسطاء من الشعب المصرى، للتصويت لصالحهم معتمدين على العاطفة الدينية لديهم، ومتوقعا أن تكون نتائج المرحلة الثانية والثالثة قريبة من نتائج المرحلة الأولى، وإذا اختلفت فإن ذلك سيكون بسبب وعى الناخبين وتنبههم لما أسفر عنه التصويت فى المرحلة الأولى.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى، إن خروج نتائج الانتخابات بتقدم مرشحى حزب الحرية والعدالة وكذلك مرشحى الكتلة المصرية وأيضا السلفيين كان مفاجأة للجميع، أما الأحزاب الأخرى التى كانت متواجدة قبل الثورة مثل حزب الوفد مثلا فقد كان متوقعا عدم حصدها لنتائج كبيرة، وكذلك الحال بالنسبة لأحزاب الفلول التى جاءت نتائجها معبرة عن رد الفعل السلبى تجاههم، بعد نجاح حملات كشف الفلول وإدراك الناس بأنهم لن يكونوا أفضل من يمثلهم بل هم بقاء للنظام السابق.
وأرجع ربيع فى تصريحه لـ"اليوم السابع" سبب تقدم قوائم الأحزاب الإسلامية على مرشحى أحزاب ما قبل الثورة، إلى أمرين، الأول انتشار الإسلاميين فى الشوارع وقيامهم بتقديم العديد من الخدمات إلى المواطنين.
وكشف هاشم ربيع أن هذا الأمر وفوز معظم أحزاب ما بعد الثورة لن يقتصر على المرحلة الأولى فقط، بل سيزيد تدعيم الشعب لهم أكثر فى المراحل القادمة، أمام بقية الأحزاب فقد انتهت بلا رجعة، وقال "إن الوفد قد خسر معركته بعد أن انسحب من التحالف.. ولن تعود تلك التحالفات مرة أخرى".
من جانبه، قال عبد الغفار شكر أحد مؤسسى حزب التحالف الشعبى، إن سيناريو المرحلة الأولى سيتكرر فى المراحل المقبلة للانتخابات، نظرا لأن الظروف العامة مازالت قائمة، لأن المجتمع المصرى تحتل فيه الأفكار الدينية موقع السيادة، ويضاف لذلك الخبرة الانتخابية المتراكمة للأحزاب الدينية وتوفيرها لقدر هائل من الامكانيات المادية للمندوبين، والتنظيم الجيد.
وتوقع "شكر" أن تستمر المنافسة بين جميع الأحزاب، ولكن سيتفوق طرف على آخر، مشيرا إلى أن عددا من الأحزاب كحزب الوفد وغيرها سيتدارك أخطاء المرحلة الأولى، متوقعا أن يكون ذلك من خلال حملات"تخويف" الناخبين من مساوئ اختيارهم للتيارات الإسلامية فى المراحل المقبلة.
وأكد أمين إسكندر وكيل مؤسسى حزب الكرامة، أن المرحلة الأولى من الانتخابات كشفت عن الدور الرئيسى والمحورى للشعب المصرى لاستكمال ثورته عبر صناديق الانتخابات لبناء مؤسسات تتسلم السلطة من العسكريين، بالإضافة إلى أعطاء ثقة كبرى للصندوق الانتخابى وصوت المواطن فى بناء وطنه من جديد.
وأوضح إسكندر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المرحلة الأولى للانتخابات شهدت تقصيرا فادحا فى إدارة العملية الانتخابية، مثلما ما شهده القضاة من متاعب، بالإضافة إلى تأخر فتح بعض اللجان والدعاية الانتخابية التى كانت فى حرم اللجان الانتخابية.
وعن نتائج المرحلة الأولى، أوضح وكيل مؤسسى حزب الكرامة، أن النتائج تجاوزت التوقعات، لأن الكل كان يراهن على أن حزب الحرية والعدالة هو الذى سيتصدر المشهد، ولكن لم تكن هناك توقعات بأن يكون السلفيون بذلك الحجم الكبير، لافتاً إلى أن حزب الوفد كان ضعيفا جداً فى تلك الانتخابات، على الرغم من تاريخه الكبير، كما أن حزب الإصلاح والتنمية كان خارج المنافسة، مؤكداً أن ذلك سيغير الخريطة السياسية فى مصر.