رويترز .. مسيرة بمصر تحمل المجلس العسكري مسؤولية قتل 27 ناشطا مسيحيا
القاهرة (رويترز) - شارك ألوف النشطاء معظمهم من المسيحيين في مسيرة بالقاهرة يوم الجمعة حملوا خلالها المجلس الاعلى للقوات للمسلحة الذي يدير شؤون البلاد مسؤولية قتل 27 ناشطا مسيحيا خلال محاولة تنظيم اعتصام بالعاصمة المصرية.وبدأت المسيرة من الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية في شمال العاصمة وانتهت في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.وقتل هؤلاء النشطاء المسيحيون بالاضافة الى مسلم واحد على الاقل كما أصيب بضع مئات حين حاول النشطاء الاعتصام أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون في منطقة ماسبيرو بوسط العاصمة الشهر الماضي احتجاجا على هدم ما قال مسيحيون انها كنيسة في قرية بمحافظة أسوان بأقصى جنوب مصر.
وقالت الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي تمثل أغلب المسيحيين المصريين ان قوات الشرطة العسكرية أطلقت النار على النشطاء وان مدرعات تابعة لها دهست عددا منهم.
وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان مجهولين أطلقوا النار على النشطاء وان مدرعات الجيش دهست عددا منهم دون قصد خلال ارتدادها بعد محاولتها منع النشطاء من الاعتصام.
وقال القس فلوباتير جميل في ختام المسيرة "أول حق لنا أن يعلن المجلس العسكري مسؤوليته كاملة عن مذبحة ماسبيرو."
وأضاف "المذبحة مسؤول عنها رجال الشرطة العسكرية بقيادة اللواء حمدي بدين (عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة)."
وتابع "المصريون يقولون لبقية نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك ان الاقفاص (التي يقف فيها المتهمون في المحاكم) كثيرة ومستعدة لاستقبالكم."
ومنذ شهور يقول نشطاء الانترنت الذين دعوا للاحتجاجات التي انتهت باسقاط مبارك ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يمثل بقايا نظام الرئيس المخلوع.
وشغل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة منصب وزير الدفاع طوال عشرين عاما من حكم مبارك الذي استمر 30 عاما. وما زال طنطاوي يشغل هذا المنصب حتى الان.
كما أن مبارك عين بصفته رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة قبل طنطاوي نائب رئيس المجلس الحالي الفريق سامي عنان وبقية أعضاء المجلس.
وتولى المجلس ادارة شؤون البلاد بعد اسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط واتخذ اجراءات اصلاحية نالت الاستحسان مثل الغاء شغل منصب رئيس الدولة مدى الحياة.
لكن بمرور الوقت قال نشطاء وسياسيون ومحللون ان المجلس يترك رجال مبارك في المناصب العليا في الدولة ويحاول اعادتهم الى البرلمان من خلال السماح لهم بخوض الانتخابات المقبلة عبر أحزاب جديدة بعد حل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد.
وقال القس فلوباتير جميل وسط استحسان المشاركين في المسيرة "مذبحة ماسبيرو... ستكون سببا في اسقاط بقية نظام مبارك التي لم تسقط بعد."
ودعا نشطاء الانترنت الى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة المقبل لمطالبة المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة للمدنيين.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين أكثر الجماعات السياسية المصرية تنظيما انها ستشارك في المظاهرات ما لم يسحب المجلس الاعلى للقوات المسلحة اقتراحات دستورية تحصن المجلس من الرقابة البرلمانية على ميزانية الجيش ومن سن قوانين تخص المجلس الا بموافقته. كما طالبت المجلس بتسليم السلطة للمدنيين بحلول أبريل نيسان المقبل بينما تشير اجراءات المجلس الى ان تسليم السلطة قد لا يتم قبل أوائل عام 2013 .
وقال ناشط مسيحي تحدث الى المشاركين في المسيرة "سوف نضع الجاني في قفص المحاكمة الى جانب الدكتاتور المخلوع وجلاديه."
ويحاكم مبارك (83 عاما) ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين بتهم تتصل بقتل متظاهرين خلال الانتفاضة.
ورفع المشاركون في المسيرة صور القتلى كما حملوا نعشا رمزيا وصليبا مجللا بالسواد وعلم مصر ورفعوا لافتات بعضها يقول "دستونا بمدرعات دستوا ناس بتقول هتافات" و"الى متى تسيل دماء شهدائنا" و"(الناشط) مينا دانيال مات مقتول والمشير هو المسؤول".
وراقب ألوف المارة المسيرة خلال اختراقها الشوارع وأشار لها مسلمون بعلامة النصر رغم ضيق سائقي سيارات من غلق الشوارع التي مرت بها.
من محمد عبد اللاه
رويترز