[b]
مقال د. محمد رحومة الذى رفضت جريدة اليوم السابع نشره: الرفض التام أو الموت الزؤام كتبها أ.د.محمد رحومة [/b]
هكذا أصبحنا "الخُلعاء" الذين تخلعهم القبيلة و تطردهم من الفيافي فيصبحون عرضة للهجوم من كل الجهات. فالمسلمين أهلي و أحبائي .. يؤمنون بأننا مرتدون و يتبرأون منا ، و قد أعلنت أسرتي موتي رسمياً في نهاية عام 2009 .
و
الأئمة السلفيون و الدعاة الجدد و الإعلام الوهابي و شيوخ النفط وجدوني
مادة شهية و لقمة سائغة ممتعة الهضم و القضم !! فراحوا يبحثون في الملفات
و يفسرون و يشرحون و يشوهون و يلطخون سمعتي و تاريخي و وجودي غير
قابلين لحقيقة أنني غيرت ديني باقتناع بحثا عن راحتي و قناعتي الروحية و
ليس لأسباب انني حرامي و نصاب وأفاق !!
و
المجتمع المسلم المحافظ و الاكثرية الصامتة وجدت لها فجأة دورا في
المسرحية فوجدت ضالتها المنشودة , و انطلقت تنتقم لنفسها من أمريكا و الغرب
و أي اخر لا تقبله . و هبت جام غضبها علي وصورتني عميلا لهم و متحدثا
بأسمهم .
و
حتي في جريدتكم " اليوم السابع " فقد رفضت الأسبوع الماضي نشر تعليق
لي - مجرد تعليق - علي مقابلة للسيد اللواء العوا وحجبت كلماتي القليلة
في حين لو لم اصرح باسمي لكانت كلماتي منشورة , و لكنني صرت خطرا ....
خارجا علي القبيلة و يجب حرماني من كل حقوق المواطنة !!
لقد
كنت حاضرا بمقالاتي و مساهماتي الأدبية في الصحافة المصرية بعد أن تركت
مصر وجئت الي أمريكا و كان تركي الاسلام اشاعة لم تتأكد , أما بعد اعلاني
عن نفسي – لرفضي أن اكون صامتا - فقد انطلقت حملة "الرجم الشعبي"
الحقيقة
الساطعة التي تنكرونها عمدا هي أننا لا نجد الترحيب أو التهليل لنا ,
فالكنائس القبطية سواء في الداخل أو الخارج لا تقبلنا ايثارا للسلامة و
البعد عن المشاكل أحيانا و الشك في موقفنا و الخوف منا في كثير من الأحيان
بل يصل الأمر الي تصور أننا عيون و عملاء للسلطات المصرية.
و
يأتي في نهاية المطاف رجل الاعمال المسيحي الأستاذ نجيب سويرس و يعلن بلا
مواربة و بصراحة أشكره عليها انه لا يحترم من يغير دينه !!
ليست القضية مؤامرة عليكم و لاتربص الأقباط أو الغرب بكم
لا أحد يقبلنا و لا أحد و لا أحد يتأمر عليكم أيها المسلمون الأحباب
لا أحد يرحب بنا أو يقبل حمايتنا أو يؤاذرنا أو يدعم قضيتنا .... لا أحد يريد المشاكل .. و نحن المشاكل بعينها !!
لم نبع حتي نقبض الثمن .. و أي ثمن يهون الي جوار ما نعانيه أو نقاسيه !!
لم يشترنا أحد .. لا الأمريكان و لا الأقباط و لا الاستعمار !!!
نعاني كل أنواع المشاكل هنا ، لا أمتلك شيئا وأعيش علي الكفاف بمرتبي البسيط من الجامعة التي أعمل بها .... بأمريكا ..
و قد تركت في مصر المنصب و الجاه و العلاقات و السلطة !!
نقاس
قسوة الغربة و مهانة النظرة التي عبر عنها السيد ساويرس بصراحة .. و
نتمسك بموقفنا ، ليس عن مكابرة أو عناد و نصر علي اعتقادنا و لكن تأكيداً
لحقنا في حرية الاعتقاد و اختيار إلهنا و كتابنا بمحض ارادتنا و نقبل دفع
الثمن كاملاً !!
نستطيع أن نُداهن و نراوغ و نصمت و نهرب من المواجهة ... و لكن لن نحترم أنفسنا و لن نكون جديرين بنعمة الحياة
أرفضونا أو عايرونا أو اقتلونا
و لكن لا تتجاهلوا حقنا في الوجود و في الحرية.
لتختلفوا معنا كما تريدون و لكن نريد العدل ، بل قليلاً من العدل ..
نريد أن نعود الي حضن الوطن نعبد من نشاء و لا نخشي علي حياتنا أو سمعتنا ...
لا تضعونا بين اختيارين ...
الرفض التام أو الموت الزؤام
المصدر الاقباط الاحرار