نهرو طنطاوى يهاجم المقولة الشهيرة (مفيش مسلم ومسيحي كلنا مصريون) ويؤكد بل فيه مسلم ومسيحي
كاتب الموضوع
رسالة
AvaMakar نائب المدير
عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
موضوع: نهرو طنطاوى يهاجم المقولة الشهيرة (مفيش مسلم ومسيحي كلنا مصريون) ويؤكد بل فيه مسلم ومسيحي الجمعة 21 يناير 2011, 11:18 am
بل فيه مسلم ومسيحي
كتب نهرو طنطاوى العدد 1701 - الاربعاء - 19 يناير 2011
حين أتابع ما يثار في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من أحاديث عن الفتنة الطائفية وأسبابها وطرق علاجها كثيرا ما ينتابني الشعور بالغضب، وفي بعض الأحيان الشعور بالدهشة، وأحيانا أخري أقرأ وأسمع وأري من شر البلية ما يثير لدي الضحك، فما يثير غضبي مما يثار في الإعلام من أحاديث عن الفتنة الطائفية وعلاقة المسيحيين المصريين بالمسلمين المصريين هو ذلك التبسيط والتسطيح الذي يبلغ حد السذاجة المرضية، إما من صاحب الأحاديث سواء كانت تلك الأحاديث في صورة مقالات أو برامج أو آراء، وإما من المتلقين الذين هم جموع القراء والمشاهدين والمستمعين، ما يشعر المرء بأن هناك فجوة كبيرة وهوة واسعة بين ما يحتويه مضمون تلك الأحاديث وبين ما هو واقع حقيقي علي الأرض، فأشعر بالغضب حين أري بعضاً أو كثيراً ممن يكتبون عن موضوع الفتنة وكأنهم يكتبون لقارئ (أمي) (أعمي) (أطرش) يعيش في غيبوبة، أو يتحدثون لمشاهد (أمي) (أعمي) (أطرش) يعيش في غيبوبة كذلك. وفي هذا استخفاف واستهتار وازدراء واستغباء لعقل القارئ ولعقل المشاهد ولعقل المستمع. أما ما يثير لدي الدهشة هو شعوري بأن كثيرا ممن يكتبون ويتحدثون عن الفتنة الطائفية وخلفياتها وأسبابها وطرق معالجتها، إما أنهم يتحدثون ويكتبون لأناس وعن أناس آخرين لا يعيشون معنا هنا علي كوكب الأرض، وإما أنهم هم الذين يعيشون علي ظهر كوكب آخر غير كوكب الأرض، فهم يكتبون عن أحوال البشر الذين هناك وليس عن البشر الذين هنا، وإما أن هؤلاء الناس قد حالت بينهم حياتهم المترفة وانعزالهم عن الشارع والناس وبين ما هو واقع حقيقي يحياه المسلمون والمسيحيون في مصر في كل لحظة من لحظات حياتهم اليومية. أما ما يبعث علي الضحك فهو ترديد كثير منا أن مصر ليس بها مسيحي ولا مسلم، فدائما ما نسمع المقولة الشهيرة التي تردد دائما: (مفيش مسلم ومسيحي كلنا مصريون)، لكن هل الواقع علي الأرض يبرهن علي صدق هذه المقولة أم لا؟ والجواب علي هذا السؤال المهم بسيط سهل لا يحتاج إلي كثير عناء ولا يحتاج إلي مجادلة المجادلين ولا إلي فلسفة المتفلسفين ولا إلي فقهية المتفقهين ولا إلي أحاديث المتحدثين، فإن أردت أيها القارئ الكريم أن تعرف - وأنا أعرف أنك تعرف - الجواب الحقيقي الواقعي الذي لا لبث فيه ولا مواربة ولا دجل، فما عليك إلا أن تتجول في أي شارع أو زقاق أو درب، أو تركب أي وسيلة مواصلات عامة أو خاصة، بدءً من الطائرة وانتهاء بـ (التوك توك)، أو تدخل أي محل تجاري أو تنظر إلي واجهة أي بيت، أو تدخل أي بيت من بيوت المسلمين والمسيحيين المصريين، أو تسأل أي مصري أو مصرية مسلم أو مسلمة مسيحي أو مسيحية عن اسمه، فستجد الجواب دون تعقيد أو صعوبة، ستجد الجواب مكتوبا مع الأسماء المسلمة والمسيحية علي لوحات أسماء الشوارع والحارات، ستجد الجواب معلقا مع الصلبان والأهلة وغيرها من الرموز الدينية الإسلامية والمسيحية المحفورة والملصوقة والمعلقة علي واجهات البيوت والعمارات والشقق وداخلها، ستجد الجواب مصورا في تابلوهات ولوحات الصور التي تحتوي علي صور القديسين والشيوخ وآيات الإنجيل والقرآن التي تملأ المحال التجارية، ستجد الجواب موضوعا مع المصاحف والأناجيل في كل وسائل المواصلات العامة والخاصة، ستجد الجواب مقرونا بأسماء الشعب المصري رجالا ونساء، وستجد أنها كلها أسماء لشخصيات دينية تاريخية مسيحية وإسلامية، ستجد الجواب منقوشا مع الصلبان علي أيدي المسيحيين ومعلقا علي صدورهم، وكذلك تجده في لحي وملابس المسلمين. ستجد الجواب في مواقع الانترنت الإسلامية والمسيحية. ستجد الجواب في التكالب والاقتتال علي بناء وتشييد دور العبادة الإسلامية والمسيحية (المساجد والكنائس)، ستجد الجواب مبثوثا في بث جميع القنوات الدينية المسيحية والإسلامية. فإذا وجدت أيها القارئ الكريم الجواب بهذا الوضوح والجلاء، ألا يخطر ببالك أن تسأل الذين يقولون: (مفيش مسلم ومسيحي وكلنا مصريون) عن أي مصر يتحدثون؟، هل يتحدثون عن مصر التي نعرفها ونعيش فيها، أم عن مصر التي في كوكب؟ زحل؟، أم أنهم من محترفي وضع المراهم والمخدرات الموضعية ومحترفي وضع الطلاء والبويات والمكياج لتجميل وتغطية وجه الفتنة القبيح؟، بل إن ما يحدث في مصر الآن هو ساحة حقيقية واقعية لحر.
نهرو طنطاوى يهاجم المقولة الشهيرة (مفيش مسلم ومسيحي كلنا مصريون) ويؤكد بل فيه مسلم ومسيحي