AvaMakar نائب المدير
عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
| موضوع: الايمان العملي : كيف يختبر و ماذا يضعفه ؟ بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث الأحد 26 ديسمبر 2010, 3:51 pm | |
| الايمان العملي : كيف يختبر و ماذا يضعفه ؟
بقلم
البابا شنودة الثالث
26 ديسمبر 2010
ان الايمان النظري هو مجرد ايمان العقل بوجودالله وبصفاته, وبوجود الملائكة والارواح, وبوجود الابدية والعالم الاخر.. ولكننا في هذا المقال سوف لانتكلم عن هذه الامور انما نتكلم عن الايمان العملي الذي تظهر علاماته في الحياة العملية وبسلوكياتها. وفي هذا الامر توجد درجات من الايمان: فهناك ايمان قوي, وايمان آخر ضعيف. كما يوجدايمان شامل يشمل كل تصرفات الحياة, وايمان محدود. ايمان دائم. وايمان يهتز احيانا ويرتبك او يضعف. ولعل اهم مايضعف الانسان عن الايمان بالله هو الذات. حينما تحاول الذات ان ترفض الله لانه ضد رغباتها الخاطئة, وضد حريتها الخاصة في ان تفعل كل ماتريد حتي الامور التي لايوافق الله عليها, ومثال ذلك الوجوديون الملحدون الذين صارشعارهم هو:من الخير ان الله لايوجد, لكي اوجد انا, والمقصود الوجود بكامل حريتهم دون عائق من وصايا الله. وهم هنا لايفهمون معني الحرية. بل يتصورونها الوانا من التسيب. فهل انت يا اخي القاريء يتعطل ايمانك بسبب ذاتك؟ بسبب رغباتك وغرائزك وافكارك وشهواتك؟ هل هناك تعارض بين محبتك لله ومحبتك لذاتك؟! ان كان كذلك فعليك ان تدرب نفسك علي فضيلة انكار الذات, نعم لان كثيرين ذاتهم هي صنمهم الذي يتعبدون له. فيمنعهم عن حياة العملية محبة الذات والاعتداد بالذات, والرغبة في تكبير الذات وتضخيم الذات, وتحقيق شهوات الذات, والهروب من كل من يكشف هذه الذات او يظهر مساوئها. وهكذا يريدون ان تحيا ذاتهم في جو من التدليل والمجاملة. كذلك يضعف الايمان سيطرة الحواس, وسيطرة العقل فالعقل له حدود لايتعداها اما الايمان فهو مستوي اعلي من العقل, ولكن هناك اشخاصا يريدون ان تعي عقولهم اللامحدود والمعجزات, وماهو فوق ادراكهم, والا فإنهم يرفضون كل هذا! وكذلك الحواس لها حدودها. فمن الصعب عليها ان تدرك مالايري كالارواح والملائكة. ومن امثلة هؤلاء من يريدون اخضاع الوحي والمعجزة للبحث العلمي, اولمجرد التفسير الرمزي وبهذا ينكرون كثيرا من المعجزات ويدخلونها في علم الاساطيرMythology. ومما يضعف الايمان ايضا: معاشرة الشكاكين, او قراءة افكارهم من بعض الكتب او المقالات, فإن تلك الافكار تغرس الشك في العقول والقلوب ان كانت بمداومة اومن النوع العميق التأثير. او ان كان المستوي الخاضع للشكوك اقل في المعرفة او في المستوي العقلي, اوكان غير عميق في الايمان. ولهذا مما يضعف الايمان ايضا: الانقياد وضعف الشخصية, الذي لايستطيع ان يصمد امام الشكوك او امام الشائعات اوكلام غير المؤمنين فيهتز من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط والانقياد اليه. لان الشخصية اضعف من ان تصمد. وقد يضعف ايمان البعض وينقادون وراء من يدعي الرؤي والاحلام, كما لو كانت حقيقة ينخدعون بها, ولو ضد معتقداتهم او مبادئهم الروحية. كمن ينقاد وراء من يتكلمون عن السحر والعمل. الشهوة ايضا تضعف الايمان,وبخاصة لان الذين يمارسون شهواتهم لايؤمنون بأن الله يراهم, او ان الله يفحص قلوبهم. ويعرف افكارهم و نياتهم! كل ذلك لايضعونه امامهم وكأنهم لايؤمنون به بسبب الشهوة. ومما يضعف الايمان ايضا ضلالات الشياطين. ومن اهمها الرؤي الكاذبة التي يندمج بها ارشاد معين يضل الانسان, ومن امثال ضلالات الشياطين: الاحلام والنبوءات الكاذبة, وافكار الضلالات والبدع. الشك ايضا يضعف الايمان. كما ان ضعف الايمان يولد الشك. فإن حاربتك شكوك من جهة وجود الله اوبعض العقائد الاساسية, فلاتخف هذه محاربات من العدو, وليست انكارا منك للايمان, وبخاصة ان كان قلبك رافضا لها. اما ان كانت الشكوك منك, وانت مقتنع بها, فعليك ان تعالجها بفهم ايماني سليم.وبسؤال المتخصصين واهل العلم, وبقراءة الكتب المفيدة في موضوعك. وهناك امور تستطيع ان تختبر بها ايمانك العملي: من أمثلتها الضيقة. قد تحل الضيقة باثنين: احدهما مؤمن والآخر غير مؤمن فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق, ويتصور اسوأ النتائج, وتزعجه الافكار, اما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان, وبسلام قلبي عجيب, وقد يسأله البعض عن شعوره ايذاء الضيقة فيقول: هذه المشكلة سوف يتدخل الله فيها ويحلها, وسوف تئول الي الخير, و قد تسأله كيف سيتدخل الله ؟ وكيف سيحلها ؟فيجيبك: انا لااعرف ولكن ما اعرفه اننا لانهتم بمشاكلنا فالله هو المهتم بالكل. اذن ان كانت الضيقة تفقدك سلامك القلبي, فاعرف ان ايمانك ضعيف. وهو ضعيف من جهة الايمان بالله الحافظ والراعي, لذلك فإن الانسان المؤمن يجعل الله بينه وبين الضيقة, فتختفي الضيقة ويظهر الله, اما غير المؤمن فإن الضيقة تخفي عنه معونة الله. المؤمن مهما بدت كل الابواب مغلقة, يري باب الله مفتوحا. تختبر ايمانك ايضا ببعض الوصايا. ومنها وصية العطاء, التي تعطي بها نصيبا من مالك ولله, اي للفقراء والمحتاجين. وبخاصة اذا كان المؤمن محتاجا, او مطلوبا منه ان يعطي من اعوازه. فإن ضعف ايمانه يقول: ان كان المرتب كله او الايراد كله لايكفي, فكيف يكون الحال ان نقص ما اعطيه لله ؟! اما المؤمن الحقيقي فإنه يؤمن بان الله سيبارك باقي مايملكه ان دفع للمحتاجين. انه اختبار لايمانك: هل الله قادر ان يعولك بما تبقي لك بعد دفع نصيب الفقراء. كذلك من الاختبارات الهامة: مدي محبتك للصلاة. فهل تنساها و تمر عليك اوقات كثيرة لانصلي فيها ؟ وهل اذا وقفت للصلاة تفكر في كيف تنتهي منها لتنشغل بأمور اخري تهمك بالاكثر ؟ وهل اثناء صلاتك يمكن ان يسرح فكرك في امور اخري, وتنسي انك واقف امام الله تخاطبه؟! تختبر إيمانك ايضا بأنه هل يدركك اليأس احيانا, واليأس ضد الايمان ولاشك ان المنتحرين يكونون قد فقدوا ايمانهم بحقيقة الحياة بعد الموت, التي يدخل اليها المنتحر وهو قاتل نفس.
| |
|