مقال هام جداً للصحفى عبد الله كمال بجريدة روز اليوسف .. ( ادخار البابا شنودة )
كاتب الموضوع
رسالة
AvaMakar نائب المدير
عدد الرسائل : 4726 الكنيسة : القديس أنبا مقار العمل : Administration الشفيع : القديس أنبا مقار تاريخ التسجيل : 05/01/2010 نقاط : 14003 التقييم : 1
موضوع: مقال هام جداً للصحفى عبد الله كمال بجريدة روز اليوسف .. ( ادخار البابا شنودة ) الثلاثاء 21 ديسمبر 2010, 7:25 pm
[size=21]مقال هام جداً للصحفى عبد الله كمال بجريدة روز اليوسف .. ( ادخار البابا شنودة )
كتب عبدالله كمال العدد 1676 - الثلاثاء - 21 ديسمبر 2010
أما وقد خرج قداسة البابا شنودة مما سُمي حينا بالاعتكاف، وسُمي حينا آخر بالراحة، وأما وقد شرف جلسة افتتاح الدورة البرلمانية بحضوره التقليدي المعتاد حيث جلس بين الشيخين الجليلين: صاحبي الفضيلة الإمام الأكبر ومفتي الديار، وبغض النظر عما إذا كان قداسته سوف يستأنف اعتكافه لأسباب دينية أو يواصل راحته لأسباب صحية، أو يعود إلي البطريركية لأسباب عملية، فإن ما أثير من جدل حول قداسته في الأيام الأخيرة يدعوني لاقتراح بشأن التناول الإعلامي والصحفي لقداسة البابا. باختصار علينا أن نوفر قداسته، أن ندخره، ألا نضغط عليه بملاحقته بأخبار الصحافة وأضواء الإعلام، ليس من طبيعة رجل الدين أن يصنع الأخبار كل يوم، ولا من الواجب عليه أن يلقم البطون الصحفية كل أسبوع بما قد يشبعها وما قد لا يرضيها.. وهي عموما لا تشبع ومحاولة ترضيتها تسبب مشكلات لمن يريد أن يحقق هذا الهدف. طبيعة الصحافة، أي صحافة، إنها طماعة، نهمة، نحن نكلف المحررين بالملاحقة والسعي وراء المصادر ومطاردتهم، وحين يتمكنون من ذلك، فإننا نطالبهم بأن يتميزوا، وينفردوا، ويكون لهم السبق.. هذه طبيعة عملنا وذلك واجبنا، وتسوقنا إليه أقدارنا، وبعضنا يسيطر علي تلك الطبيعة بالقيم والأخلاق والتقييم العام، وبعضنا تحركه شهواته فلا يقيد نفسه بأي أمر، ويكون عليه أن يفعل أي شيء من أجل أي خبر حتي لو سبب خرابا لبيوت أو آذي مشاعر فرد أو سبب فتنة طائفية أو صنع هالات غير حقيقية حول بشر لا يستحقون تلك الهالات. السياسيون لديهم القدرة علي التعامل مع هذا النهم الصحفي.. يعرفون متي يتكلمون ومتي يسكتون، متي يسربون ومتي يصرحون.. متي يغمضون أعينهم عما نحاول أن نتلصص عليه ومتي يضيقون الخناق.. نلعب معهم ويلاعبوننا كما القط والفأر كل لحظة، ولا أعتقد أن رجال الدين- أي دين- يمكنهم أن يقوموا بهذا النوع من التفاعلات التي تعتمد علي المكر والخداع إلا إذا كانوا قد تحولوا إلي سياسيين أو يريدون ذلك. رجل الدين نتوقع منه أن يقول رأيا في علاقة العبد بدينه، أن يدل الناس علي مسألة روحية.. أن يقدم نصيحة أخلاقية.. أن يكتب بحثًا في صميم العقيدة.. ونتوقع منه ألا يكون متواجدا في وسائل الإعلام بصورة مستمرة فهو ليس نجم سينما ولا بطلا رياضيا.. كما لا نتخيل أن عليه أن يدلي بتصريح كل يوم أو حتي أسبوعيا أو أن عليه أن يستجيب لكل لاقط صوت عليه علامة إحدي المحطات وضع أمامه لأنه ليس زعيماً سياسياً أو وزيراً. نحن، الصحافة والإعلام، ندفع رجال الدين إلي ما لا يريدونه، نلهث وراءهم ونلاحقهم، ولأنهم يتميزون بشيم الكرام فإنهم يمنحوننا بعض ما نريد، وهو ما يسبب مشكلات لا شك في ذلك، أنا شخصياً لا أعتقد أن قداسة البابا يريد صورة له في كل الصحف كل يوم، وهو بالتأكيد لم يقل لأي جريدة أنه اعتكف أو أنه نذر الصوم كما نُسب إلي قداسته، ولا أتخيل أنه يقصد تحويل عظته الأسبوعية إلي منطقة أخبار واستنتاجات وتلميحات، لأن لها دوراً روحياً محدداً لم يحد عنه من قبل.. نحن الصحافة الذين نفتعل هذا وعلينا أن نتراجع عنه. لقد سعينا، في اتجاهنا إلي تطوير المهنة، كلنا في مختلف الصحف، إلي مناقشة شئون الأقباط، طرحنا المسألة في سياق الاهتمام بقضايا المواطنة، وكنا نحن أول من بادر إلي ذلك في مجلة «روزاليوسف»، القصد الذي أعتقد أننا كنا نعنيه هو أن ننشغل بأمور الأقباط كما ننشغل بكل من في البلد، لكن الذي حدث هو أننا صرنا نهتم بشئون الكنيسة.. كلنا.. والأقباط ليسوا هم الكنيسة.. وليس علي الكنيسة أن تعتقد ذلك. ومن ثم، وبالعودة إلي ما قصدته بداية، علينا أن نوفر الاهتمام بقداسة البابا، أن نتركه لمهامه الروحية، إذا كان لديه تصريح فليعلنه في بيان مكتوب، ليس علي أي من الكهنة حوله أن يصرحوا بالنيابة عنه، وليس علينا أن نطارده لكي يقول أي شيء، هذا قيادة دينية وليس نجم سينما، نتوقع منه أنه إذا لم يجد خبرا أطلق علي نفسه شائعة، ثم إنه إذا كان علينا أن نلاحق أخبار قداسته فإن علينا أن نلاحق أخبار القيادات الدينية المسيحية الأخري، وبالتالي علينا أن ننشر أضعاف أعداد الأخبار التي ننشرها عن قداسة البابا عن كل من الإمام الأكبر ومفتي الديار.. بالمقاييس الطائفية.. وهذا ما لا يريده أي من أصحاب الفضيلة والقداسة والنيافة.. فلنوفرهم جميعا ولندخرهم إلي ما ينبغي أن ينشغلوا به.
[/size]
مقال هام جداً للصحفى عبد الله كمال بجريدة روز اليوسف .. ( ادخار البابا شنودة )