بعد ملاسنات الأسبوع الماضى، خرج قداسة البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية علينا من خلال التلفزيون المصرى والصحافة ليعتذر عن تصريحات أحد أساقفته (والذى سبق أن أهان القديسين الكاثوليك فى العام قبل الماضى فى ذات المؤتمر الأورثوذكسى فى الفيوم عن تثبيت الإيمان)، وأنه يتفق مع ما صدر عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، مؤكداً أن الحوار حول المسائل العقائدية خط أحمر لا ينبغى التطرق إليه، ومعرباً عن أسفه لما أثاره الأنبا بيشوى وجرح مشاعر إخواننا المسلمين وشركائنا فى الوطن، ورافضاً حالة الاحتقان التى سادت خلال الفترة الأخيرة.
إن قداسة البابا شنودة استشعر الخطر والتوتر الذى سببته تصريحات جارحة خرجت من سكرتير المجمع المقدس للأقباط الأورثوذكس، ولأن البابا قامة مصرية ورمز للمسيحية فى مصر (على اختلاف طوائفها) وقف بشموخ وشجاعة يعتذر فيما لم يخطأ فيه هو، نتمنى على "الآخر" الذى بدوره خرج علينا مع مذيع الفتنة فى قناة "الجزيرة" ليعتذر هو الآخر عن التصريحات التى سببت هذا التوتر فى الوطن عن وجود أسلحة فى الأديرة، وغيرها من الإشاعات، ثم قال إنه لم يقل هذه التصريحات "عيب يا دكتور" تصريحاتك هذه وأخرى كثيرة، ومنذ سنوات تملأ الـ youtube ، وموقعك الإلكترونى خير شاهد على ذلك، فأنت وغيرك مما يجرحون ويشتمون ويشككون، ألا تفكرون أن تتحلوا بالشجاعة، وتعتذروا كما فعل قداسة البابا شنودة.
ولا أقصد الاعتذار للمسيحيين فقط، ولكن لكل الشعب المصرى المسيحى والمسلم مما سببتموه من احتقان طائفى، ولننظر لهذا الشعب المطحون تحت وطأة الفساد والفقر والبطالة، ونعمل جميعاً ويداً بيد على خدمته.