حريق يلتهم كنيسة الأقباط الكاثوليك بـ"حجازة"

كتب: صفوت سمعان يسى

شب حريق كبير بكنيسة "حجازة" للأقباط الكاثوليك، بقرية "حجازة" التابعة
لمدينة "قوص" محافظة "قنا" فى الساعة الواحدة فجر اليوم، حيث أتى عليها
بالكامل.
يُذكر أن الكنيسة تقع فى الدور الثالث لمدرسة تابعة لجمعية تنمية الصعيد
الإبتدائية، والتى يشرف عليها الأقباط الكاثوليك، ويتم الصلاة فى هذا
المكان مؤقتًا. حيث تم هدم الكنيسة القديمة، وتم الحصول على موافقة رئيس
الجمهورية ووزير الداخلية ببنائها سنة 1993، ولكن عند الشروع فى بنائها
وعمل الشدات الخشبية للخرسانة المسلحة، تم إيقافهم ومنعهم من استكمال
البناء، الأمر الذى اضطرهم لرفع دعوى قضائية فى القضاء الإدارى لاستكمال
البناء برقم 1935 لسنة 8 ق، اختصوا فيها وزير الداخلية بصفته، ومحافظ
"قنا"، ومدير أمن "قنا"، ومأمور قسم شرطة "قوص" الواقعة فى نطاقه المنطقة.

وفى يوم 14 / 7 / 2004 ،صدر حكم لصالحهم بإلغاء قرار الجهة الإدارية السلبى
وما يترتب عليه، واستكمال البناء فى كنيسة الأقباط الكاثوليك، مع إلزام
المدَّعين والجهة الإدارية بالمصروفات.

وبالرغم من ذلك الحكم، لم يستطيعوا البناء حتى الآن، مما اضطرهم للصلاة فى
الدور الثالث بالمدرسة حتى اليوم، وهى كنيسة مجهَّزة بالكامل، والتى شب
الحريق مجهول المصدر فيها وأتى على محتوياتها بالكامل، مما سيضطرهم إلى
الصلاة غدًا فى الكنيسة الموقوفة بكافة رجالهم ونسائهم وأطفالهم، وهو ما
يرفضه الأنبا "يوأنس" مطرانهم، والذى يتهمه أفراد طائفته بالتخاذل فى بناء
كنيسته، على الرغم من وجود حكم المحكمة الإدارى. ويخشى أهالى قرية "حجازة"
من الصدام غدًا، خصوصًا أن الأمن يرفض الصلاة فى الكنيسة الموقوفة.

وفى معاينة مبدئية للحريق من الشرطة، رُجِّح أن يكون الحريق بسبب فحم
الشورية، أو الشموع، أو ماس كهربائى– وهو ما نفاه الأهالى؛ حيث أن آخر صلاة
كانت الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس، وقواطع الكهرباء يتم إنزالها
بالكامل قبل غلق الكنيسة، كما يتم إطفاء كافة الشموع التى على المذبح، ويتم
تغطيته بالستر. مؤكدين إنه لا يُعقل أن تُغطى الشموع بالستر وهى مضيئة.
أما الفحم فيتم عمله خارج الكنيسة، وفى مكان بعيد (على حد قولهم).

ويبقى التساؤل: هل الحريق بفعل فاعل؟ أم قضاء وقدر؟ خصوصًا أن تلك المنطقة
شهدت أحداث طائفية من قتل ثلاثة شبان فى عيد القيامة قبل السابق، وخطف
البنات. وإغلاق قاعة صلاة كنيسة العليقات بمعرفة الأمن!! وهل غدًا سيشهد
صدامًا عند الصلاة فى الكنيسة الموقوفة؟؟؟
والسؤال الأخير: هل بناء كنيسة شىء غير أخلاقى لكى تمتنع الجهات الإدارية عن تنفيذ حكم القضاء الإدارى؟!!!

المصدر