عدد الرسائل : 3145 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 02/05/2008 نقاط : 12885 التقييم : 19
موضوع: الطلاق في الكنيسة ومحاكم التفتيش بقلم يهوذا العصر الأحد 13 يونيو 2010, 2:47 pm
كتب جمال أسعد العدد 1509 - الاربعاء - 9 يونيو 2010
جاءت تعليقات البابا شنودة علي الحكم النهائي للمحكمة الإدارية العليا بضرورة إتمام الزواج الثاني للمسيحيين المطلقين، تصعيدية وغريبة منها «أن بعض الأصوات المسيحية التي تقبل الحكم، فهؤلاء المسيحيون لا ينتمون إلي المسيحية وأن إيمانهم ظاهري وأنهم يخالفون تعاليم الإنجيل من أجل مجاملة البعض».
كما طالب شنودة الكنائس التي وصفها بأنها تسمي نفسها إنجيلية بأن يستيقظ ضميرها وتحكم بكلام الله لا أن تسمي نفسها إنجيلية وتحكم بغير تعاليم الإنجيل. وأضاف «احنا في سبيل الدفاع عن الدين ما يهمناش يحصل لنا إيه أبدًا». كما حذر البابا الدولة من المساس بالكنيسة أو تعاليمها قائلاً «لمن يهمه الأمر ممكن أكون طيب جدًا لكن لو الأمر يمس الدين أو العقيدة سأكون شخصًا آخر». هذه بعض تصريحات البابا فما يريد؟
فالبابا يريد وجوقته التي تسير خلفه بلا روية وبدون تفكير لأمور كثيرة أغلبها ذاتي أن الكنيسة لا يوجد بها طلاق منذ نشأتها، فهل هذا صحيح؟ بالطبع غير صحيح. فالكنيسة منذ نشأتها الأولي توافق علي الطلاق لحالات متعددة ومتباينة حسب كل حالة وتبعًا للزمان علي مدي تاريخ الكنيسة.
وتم تجميع بعض الحالات التي تجيز الطلاق في القرن الثالث عشر الميلادي عن طريق أولاد العسال، وتم تشريع تلك الحالات التي اختصرت في عشر حالات في لائحة 1938، فتلك اللائحة لم تنشئ الحالات ولكن شرعتها حيث كان المجلس الملي له حق هذا التشريع من خلال المحاكم الملية التي كانت تفصل في تلك الحالات للأقباط، والتي ألغيت عام 1955 .
وتم اختصار حالات الطلاق لثماني حالات، مع العلم أن المجلس الملي عام 38 كان يرأسه البابا. وهذا يعني أن الكنيسة منذ البداية كانت تتعامل مع نصوص الإنجيل الخاصة بالطلاق معاملة روحية وليست حرفية، معاملة تتسق مع روح الإنجيل وتوازن بين الروح والواقع الذي يفرض نفسه حتي لا يكون هناك تفريط في روح النص علي إيجاد حلول لمشكلات يمكن أن تتفاقم فيغيب النص وتضيع الروح. مع العلم أنه لا أحد مع الطلاق بشكل مطلق فهذا أبغض الحلال.
وهنا نقول إن الكنيسة بكل الأكليروس وكل الشعب والأراخنة والعلماء والباحثين والمفسرين علي مدي العصور يجيزون حالات الطلاق الحادة التي تصل تباعًا إلي الزني فهل هؤلاء يا قداسة البابا ليسوا مسيحيين ولا ينتمون إلي المسيحية وإيمانهم ظاهري وكلهم يخالفون تعاليم الإنجيل؟ كل الكنيسة بتاريخها غير مسيحيين وأنت فقط فقط المسيحي الذي يعرف الكتاب ويحافظ علي المسيحية؟ ما تفسير هذه الحالة؟ وكيف؟ وما الحالة النفسية وليست الروحية التي تجعل أي إنسان يتصور ويتخيل هذا؟
وهل كل البشر في الكنيسة وفي الطائفية الإنجيلية لا يعرفون الإنجيل ويخالفونه؟ يا سبحان الله في الانصياع؟ وهل هي عملية استغلال للحكم حتي تظهر العين الحمراء للنظام كما اعتمدت حتي تحافظ علي دولتك الكنيسة باسم الدفاع عن الدين؟
وهل هذه طريقة روحية أم طريقة لا أستطيع وصفها حيث لم تسبق في تاريخ الكنيسة؟ وهل وصل استغلال الدين لدرجة تهديد المناخ وإشعال الطائفية حتي نصل إلي طريق مسدود ولصالح من؟ وماذا بعد ذلك؟ وما علاقة الحفاظ علي الدين بتلك الأحكام؟
فهذا الحكم الأخير وقبله حكم تطليق هالة صدقي هما حكمان صحيحان يخضعان للائحة 38 التي ألغيتها أنت فقط حيث هذا ليس من حقك ولا من حق المجلس الملي حيث إن حق المجلس الملي في التعديل قد ألغي منذ عام 1955، وأصبح تعديل اللائحة من حق مجلس الشعب، فهل أنت مجلس شعب الأقباط في دولة الأقباط يا رئيس دولة الأقباط؟
والحكمان يخصان حالات طلاق عادية لا علاقة لها بالترقي تمت عن طريق المحكمة وبناء علي لائحة 38 . والغريب أن الكنيسة قامت بتزويج السيدتين المطلقتين هالة صدقي ومطلقة الآخر ولم توافق الكنيسة علي زواج الزوجين، فهل هذا تعدٍ علي الآباء وعلي الإنجيل؟ وإذا كانت الكنيسة لا تزوج من طلق بغير علة الزني وقد قامت بتزويج المطلقتين فلماذا لا تزوج الأزواج؟ وما علاقة هذا بالحفاظ علي العقيدة والإنجيل؟
أما إذا كنت تريد أن تكون البطل المغوار للأقباط، فهذا لن يكون بهذه الطريقة التي تفعلها في اجتماع الأربعاء والتي حولت الكنيسة إلي شيء آخر غير بيت للصلاة، فلا تليق تلك الزفة من التصفيق والزغاريد والهتاف فهذه كنيسة وليست ندوة سياسية انتخابية تريد نوال مبايعة الجماهير خلالها.
كما أن استغلال موقعك الديني والروحي وثقة الشعب بتلك الطرق التي تجيدها منذ أن كنت أسقفًا فهذه طرق لا علاقة لها بالروحيات ولا بالمسيحية ولا بالإنجيل الذي تزعم الحفاظ عليه. المسيحية والروحيات هي عدم الكبرياء والتعالي وتضخم الذات حيث يشعر الإنسان أنه الوحيد في العالم والتاريخ فهذه محاكم تفتيش جديدة لا تعرفها الكنيسة.
وهنا لا حل غير قانون الأحوال الشخصية بعد إعداد حوار مجتمعي علي كل المستويات، فهذا قاموس للمتزوجين وليس للرهبان وهذا قانون يشارك في إعداده كل مسيحي سيحاكم بهذا القانون فهذا ليس حقا للإكليروس فقط ولكن للجميع، فالكنيسة بعلمائها وباحثيها ومفسريها لن ولم يكونوا من أصحاب العمامة السوداء فقط فالكنيسة هي جماعة المؤمنين يا مؤمن.
موضوع: الطلاق في الكنيسة ومحاكم التفتيش بقلم يهوذا العصر 
الأحد 13 يونيو 2010, 2:47 pm
