youo92 عضو متألق
عدد الرسائل : 2391 الكنيسة : انبا مقار العمل : طالب الاوسمة : تاريخ التسجيل : 13/01/2009 نقاط : 2648 التقييم : 9
| موضوع: اطلبوا السلام الأحد 27 سبتمبر 2009, 3:40 pm | |
| اطلبوا السلام .. مَن أراد أن يحب الحياة ويرى أيامًا صالحة ... ليُعرِض عن الشر ويصنع الخير، ليطلب السلام ويجدّ في أَثره ( 1بط 3: 10 ، 11)
عندما يتحقق النجاح يظهر الحاسدين، وهذا ما حدث عندما بارك الرب إسحاق، فتعاظم الرجل، وتزايد في التعاظم، فقد حسده الفلسطينيون على ما حققه من نجاح ( تك 26: 12 - 15)، لذلك لجأوا إلى طَم جميع الآبار، التي حفرها العبيد في أيام إبراهيم أبيه، ليحرموه من المياه كمصدر للحياة. فماذا فعل إسحاق؟ لقد لزم إسحاق الصمت ولم يَثرْ دفاعًا عن آبار أبيه، بل ونراه يقبل رغبة أبيمالك في ترك جرار، فتركها طلبًا للسلام، دون إثارة لمشكلات. فمضى ونزل في وادي جرار وأقام هناك، وعاد ونبش آبار الماء القديمة التي حفرها أبيه إبراهيم (ع17، 18). إلا أن المنازعات والمخاصمات كانت تلاحق رجل السلام أينما حلّ، ولكن إسحاق الذي كان يسعى طالبًا السلام، ترك، لمخاصميه ومنازعيه، هذه الآبار أيضًا (ع19- 21).
ولربما أراد رعاة جرار أن يُثار إسحاق ويخرج عن شعوره، أو يأمر عبيده بطمّ الآبار حتى لا ينتفعوا بها. كلا. إنه لم يجازِ أحدًا عن الشر بشر ( رو 12: 21 )، بل نجده يخيِّب آمالهم بترك الآبار لهم ويذهب ليحفر بئرًا أخرى، وعندئذٍ لم تحدث مخاصمة. لماذا؟ لأنه عرف كيف يغلب الشر بالخير ( رو 12: 21 )، ولأن هؤلاء المخاصمين أصابهم الخجل. إن تصرف إسحاق بهذه الطريقة قادهم للتراجع عن هذه التصرفات الحمقاء إزاء إسحاق. «ثم نقل من هناك وحفر بئرًا أخرى ولم يتخاصموا عليها، فدعا اسمها رَحُوبوت، وقال: إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض» (ع22). لقد أرحب له الرب مكانًا ومكانة في عيون الحاسدين وذلك لأنه عرف كيف يعيش بتلك الروح الوديعة الهادئة في جو المنازعات والمخاصمات لأنه كان يطلب السلام.
والرائع أن أبيمالك ملك الفلسطينيين وأحد أصحابه ورئيس جيشه، أتوا إلى إسحاق طالبين أن يعقد معهم معاهدة سلام. ولماذا أتوا إليه؟ لأنهم قالوا: «إننا قد رأينا أن الرب كان معك» (ع28). إن الخصوم لا بد وأن يأتوا إلى رجل السلام معترفين ومقدّرين. إن السلام هو طريق الراحة والأمان والبركة لكل مَن يطلبه ويسعى إليه. لكن من أين لنا هذه الروح المُسالمة؟ إن مصدرها الحقيقي هو رئيس السلام؛ ربنا يسوع المسيح، الذي يمنحك أولاً سلامًا مع الله، ثم سلامًا مع نفسك، وأيضًا سلامًا يمتد ليشمل مَن حولك.
| |
|