Mena AvaMakar مشرف
عدد الرسائل : 1102 الكنيسة : كنيسة أنبا مقار باسيوط العمل : 000000 الشفيع : أنبا مقار و مارمينا والبابا كيرلس الاوسمة : تاريخ التسجيل : 21/01/2009 نقاط : 1309 التقييم : 6
| موضوع: المتنيح القمص مرقس الانبا بولا الأحد 27 سبتمبر 2009, 12:24 am | |
| المتنيح القمص مرقس الأنبا بولا
ولد سنه 1920 ببلده منفلوط محافظه أسيوط لأبوين صالحين عميقا الإيمان ، وكان يدعى دهشان مينا إبراهيم – وحيداّ على أختين ، وكان والده رغم بساطه عمله يقدس يوم الرب أسبوعيا ولا يقبل أي عمل يأتيه فى هذا اليوم ... وتأصلت فى نفسه محبه الكنيسة وقديسيها من والده الذي اعتاد أن يكتب مدائح للشهيد العظيم مار جرجس.
فقد الطفل دهشان بصر إحدى عينيه وهو صغير ، فصلت الأم للرب متشفعة بالعذراء مريم لشفاء ابنها ، فظهرت لها أم النور وقالت لقد استجاب الرب لطلبتك وسوف أضع نور العينين فى عين واحده .. فسلمت الأم أمرها لله شاكره عطيته. تنيح والده وهو مازال صبياّ صغيراّ فاحتضنه اسقف منفلوط ( الأنبا ثاؤفيلس ) ورسمه شماساّ وقام بمساعدته حتى نال الشهادة الابتدائية.
اشتياقه لحياة الرهبنة :
شب الفتى وفى مخيلته صوره آباء الرهبنة الكبار الذين سمع عنهم فى العظات وقرأ عنهم فى الكتب ، فاشتاقت نفسه الطاهرة أن يكون جندياّ فى جيش البتوليه ونذر نفسه للرهبنة ، ولما بلغ السادسة عشر من عمره صارح والدته برغبته تلك ، فرفضت متعللة بأنه وحيدها ورجلها بعد أبيه والمسئول عن أختيه ، لكن الفتى دهشان كان ثابتاّ فيما قرره واضعاّ رجاءه في الرب الذي سيتكفل بأسرته على كل الأحوال . ولم تنجح توسلات أمه أن تثنيه عن عزمه، فخرج ماشياّ على قدميه الى دير المحرق ، لكن أمه كانت قد اشتكته إلى الأنبا لوكاس أسقف منفلوط فقام بالاٍتصال بالدير لمنعه من الدخول.. فرجع كسير النفس لدرجه انه مرض بالحمى لمده أربعين يوماّ .
فكر الشاب الصغير دهشان فى طريقه أخرى تمكنه من تحقيق حلمه وتنفيذ نذره ، ففكر فى الاٍلتحاق بأى دير آخر ، فتقابل مع أحد الآباء الرهبان من دير الأنبا أنطونيوس اسمه أبونا غبريال كان يزور عائلته المقيمة بنفس البلدة ، وأعرب له عمن رغبته فى الحياة الرهبانية ، واتفقا أن يصحبه معه عند عودته للدير ، فسمعت والدة الراهب هذا الاٍتفاق وكانت تعرف والدة دهشان ، فضغطت علي أبنها حتى لا يتمم مشورة هذا الشاب لأنه وحيد أمه .. فوعدها أبونا غبريال بذلك ، وطلب من دهشان أن يلحق به فى اليوم التالى ، وعندما وصل دهشان الى مقر دير الأنبا أنطونيوس ببوش( ببنى سويف ) سأله الآباء لماذا أتيت ؟؟ فقال للرهبنة وأنا أعرف أبونا غبريال بالدير ... فلما سألوا أبونا غبريال قال لا اعرفه وده له أختين وأبوه متوفى ، فلم يقبله الآباء وقالوا له ( روح جوز اخوتك البنات وبعدين تعالى ) فطلب منهم أن يعطوه أجره القطار فأعطوه عشره قروش وكانت لا تكفى للعوده ، فوقف دهشان أمام الدير حائراّ لا يعرف ماذا يفعل ، وهنا تدخلت العناية الاٍلهيه التى رأت ثبات وصدق نواياه ، فقد فوجئ برجل لا يعرفه أقبل إليه وقال له ..( أنت من ساعة ما خرجت من باب الدير وأنت واقف لا عارف تشرّق ولا تغرّب أنت جيت هنا ليه ؟؟ فقال له دهشان أنا جيت أترهبن لكن الآباء رفضونى .. فقال له الرجل عايز تترهبن وماترجعش لأهلك تانى ؟؟ رد دهشان بسرعة أيوه للتو اصطحبه ذلك الغريب الى دير الأنبا بولا ، وعند دخوله بوابه الدير التفت خلفه فلم ير الرجل ، وعرض على الآباء رغبته فقبلوه اٍذ كان الدير فى احتياج الى أجيال جديده من الرهبان الشبان .... ومكث بينهم فتره ثم خرج معهم الى ذلك الجبل الواعر .. وتلك البرية الجوانيه ذات المعيشة القاسية فى ذلك الزمان ، وما أن وطأت أقدامه تلك البقعة المقدسة حتى انطلقت نفسه الى حرية مجد أولاد الله فى تسبيح وصلوات مستمرة ، وكلفه الآباء بالدير بالأعمال الشاقة نظراّ لصغر سنه مما كان يزيده صلابة فى الجهاد ونموا فى القامة الروحية ، ولم يمض وقت طويل حتى رسم راهبا باٍسم مرقس الأنبا بولا ................ وتدور عجله الزمن ويتعرض للكثير من الاٍختبارات الحية أكسبت هذا الراهب البسيط خبره رهبانية كبيره امتدت نحو نصف قرن من الزمان.
سمات شخصيته الروحية :-
حياه النسك :
قمع القديس جسده بالزهد والنسك ، ولم ينسى يوما واحدا أنه راهب له قانونه من جهة الملبس والمأكل ، وله تدبيره بالصلوات والمطانيات ، فقد كان طعامه لا يتجاوز مقدار وجيه طفل صغير ، وظل على هذا المنهج القاسي طوال حياته حتى صار كالهيكل العظمى ، ولم يشفق يوما على نفسه .
مفصلا كلمه الحق بإسقامه:
حينما كان يقف أبونا مرقس ليعظ من فوق المنبر كان صوته يعلو بالحق ليرشد كل نفس تائهة تعلقت بشبكه العالم .. يحكى أحد أولاده ( كنت أعيش بعيدا عن الله وذات يوم أرادت المشيئة الاٍلهيه أن أتواجد فى مدينه العاشر من رمضان للبحث عن عمل ، وكان أبونا مرقس يخدم على مذبح كنيسة السيدة العذراء بتلك المدينة ، فدخلت الكنيسة بالصدفة أثناء العظة ، وإذ بأبونا يقول أثناء العظه ( من يفسد هيكل الله يفسده الله ) أشار بإصبعه نحوى ، فخرجت من الكنيسة متألما من الكلمة وبكيت بشده ، ثم عدت للكنيسة ثانيه لأرتمي بأحضان ذلك الراهب الذى أراه لأول مره ، وجلست معه لأعترف بخطاياى ، وسألته ياترى ربنا هايقبلنى ؟؟ فأجاب أبونا طبعا يا حبيبي ها يقبلك ، وفى هذه الليلة جاءني صوت أبونا مرقس قائلا ..قوم يا حبيبي الرب أعطاك روحا جديدة .. ومنذ ذلك الحين أنتظمت حياتى الروحية وظل أبونا مرقس يرشدني الى طرق الرب المستقيمة ، وكان الرب يكشف له كل صغيره وكبيره فى حياتى.
البصيرة الروحية :
كان قدس أبونا مرقس يتمتع ببصيرة روحيه فقد روى أحد الشمامسة : اعتاد أبونا مرقس عند تلاوة المجمع المقدس أن يصمت بين الاسم والاسم ،يقدم مطانيه منحنياً فى إجلال وفرح ، وعندما سألته قال ( لما بذكر اسم كل قديس ألاقيه نزل وسجد قدام الذبيحة ودار حول المذبح ثم صعد إلي السماء من حيث أتى..
صداقته بالقديسين :
يروى أحد أبناءه عن صداقه أبونا مرقس بالقديسين إذ يقول ... أصيب ابنى فى عينه أثناء لعب الكره ، فذهبت به الى أحد الأطباء الذى أخبرنى ان جزء من شبكيه العين قد تمزقت ويوجد بها نزيف داخلى ، واذا انتشر سيفقد ابنى بصره تماما ، فذعرت وذهبت الى طبيب آخر الذى أكد لى تشخيص الطبيب السابق ، فذهبت الى أبونا مرقس وعرضت عليه حالة ابنى ، فنظر أبونا الى صوره السيدة العذراء صامتاُ بضع دقائق ثم ابتسم وقال ( ماتخافش ابنك هايخف والعدرا هاتعمله معجزه وهاتيجى تقوللى انه خف ، وبعد أربعه أيام ذهبت للإستشاره الطبية ، فذهل الطبيب عندما قام بفحصه وقال ( انت متأكد ان العين دى اللى تاعباه ، واخبرنى ان ابنى شفى تماماُ.
نياحتــــــــه:
عرف أبونا مرقس موعد نياحته فعندما سأله أحباءه أثناء مرضه ( مش هاتيجى ياأبونا تصلى معانا قداس ليله راس السنة ، فقال لهم أنا هاآجى لكم يوم الأربع الصبح ، وقد تنيح القديس يوم الأربعاء 28/12/1988 صباحا. ودفن فى كنيسته التي أحبها كنيسة السيدة العذراء بمدينه العاشر من رمضان ..
غائبا بالجسد حاضراًًً بالروح:
ليس فى إيمان كنيستنا تعريفا جسدانيا للموت ، فأولاد الله تسمو نظرتهم نحو الانتقال ، فاٍن ( إلهنا ليس هو اله أموات بل اله أحياء ...مز 27:12 )
حقا أن سيره هذا الأب القديس شهادة حيه عمليه أمام الجميع .. قدوه ومثال لكل نفس مشتاقة أن تتذوق الحياة الأفضل | |
|