نجح باحثون من جامعة ديوك الأميركية
في زرع جهاز اصطناعي جديد تمكنوا من تطويره أخيرًًا بداخل الحبل الشوكي،
وقالوا أن تلك العملية ربما تقدم سلاحًا علاجيًا فاعلاً ضد مرض الشلل
الرعاش.
وأوضح الباحثون الذين نجحوا في
تصميم هذا الجهاز الجديد بداخل المركز الطبي التابع لجامعة ديوك أنه يقوم
بعملية تحفيز كهربائي للعمود الظهري الموجود بداخل الحبل الشوكي، مسار
الإحساس الرئيسي الذي يحمل المعلومات الخاصة باللمس من الجسم إلى المخ.
ومن خلال دراستهم التي أجروها علي
مجموعة من حيوانات التجارب، قام الفريق البحثي بتوصيل الجهاز بالسطح
الخارجي للحبل الشوكي لمجموعة من فئران التجارب التي تحتوي أجسامهم على
مستويات منخفضة من مادة الدوبامين الكيماوية - ومن ثم محاكاة السمات
البيولوجية لأحد الأشخاص المصابين بالشلل الرعاش والذين يعاني من ضعف في
المهارات الحركية التي يمكن ملاحظتها في المراحل المتقدمة من المرض.
وعندما يتم تشغيل الجهاز، يتم
استبدال حركات الحيوانات التي تنخفض لديها مستويات الدوبامين والتي تكون
بطيئة ومتيبسة بالسلوكيات النشطة للفئران السليمة.
وأشار الباحثون إلى أن التحسن الذي
يطرأ على المهارات الحركية يبدأ في غضون 35 ثانية فقط من بدء عملية
التحفيز الخاصة بهذا الجهاز الجديد.
وقال دكتور ميغويل نيكوليليس،
الباحث الرئيسي بتلك الدراسة البحثية الهامة وأستاذ علم الأعصاب بالجامعة
:" لقد لاحظنا تغيرا دراماتيكيًا ولحظيًا للغاية في قدرة الحيوانات على
القيام بمهامها الحركية عندما يقوم الجهاز بتحفيز الحبل الشوكي.
أما الجيد في هذا الجهاز أيضًا، هو
أنه سهل الاستخدام، ولا يتطلب التدخل الجراحي بنفس الصورة التي تستدعيها
طرق أخرى بديلة، مثل التحفيز العميق للمخ، كما يمكن استخدامه على نطاق
عريض جنبا إلي جنب مع الأدوية التي تستخدم في الأساس لمعالجة الشلل الرعاش
".
وأوضح الباحثون أنه عندما يتم
استخدام الجهاز بدون دعمه بواسطة أدوية إضافية، كانت الحيوانات المصابة
بمرض الشلل الرعاش أنشط بـ 26 مرة.
ومع هذا، فإنه عند استخدام أسلوب
التحفيز جنبًا إلى جنب مع الأدوية، تساعد جلستين فقط من أسلوب المعالجة
باستبدال الدوبامين في التحفيز على عملية الحركة، مقارنة ً بخمس جرعات
عندما يتم استخدام الدواء وحده فقط.
وقال دكتور بير بيتيرسون، الباحث
المشارك في الدراسة :" يعمل جهازنا كرابط مع المخ لإنتاج حالة عصبية تسهل
إتمام عملية التنقل وتسهيل عملية استرداد الحركة اللحظية بشكل كبير ".