شاب يكذب يا بابا
في أول يوم لدخولها الجامعة عادت الفتاة من كليتها وكانت تبكي بغير انقطاع. حاول والدها واخوتها أن يعرفوا سبب بكائها فلم يستطيعوا. بقي الأب يحاور معها بكل طريقة ليعرف سبب بكائها المستمر، خاصة وأنه كان هذا أول يوم تدخل فيه الجامعة. أخيرًا بعد مجهودٍ شاقِ في حوالي الساعة الحادية عشر مساءً قالت له:
- تخيَّل يا بابا!
- ماذا حدث؟
- تخيَّل لقد لاحظت زميلاً لي في الكلية كذب!
وقف الأب مندهشًا لعدم خبرة ابنته التي التحقت بالجامعة وتظن أنه لن يوجد إنسان ما يكذب. نادى الأب أولاده وقال لهم: "اخبروني ماذا أفعل؟ فإن فوزية تبكي طول النهار لأنها اكتشفت أنه يُوجد شاب يكذب! كيف يمكنها أن تعيش في وسط المجتمع؟"
لقد عاشت هذه الفتاة وتزوجت، ونجحت في عملها كمدرسة، كما في حياتها الزوجية، بل وكان لها أثرها الحيّ على كثيرين سواء في مدرستها أو وسط أصدقائها وأحبائها.
أذكر حين كنت أفتقدها وهي تعاني من آلام السرطان القاسية مع شلل نصفي كانت تقول لي:
"لماذا تفتقدني... أنا بخير! أرجوك افتقاد الشباب فهم أحوج مني إلى الافتقاد!" بهذه الروح عاشت فوزية البسيطة القلب والمهتمة بخلاص الكثيرين.
<>! <> <> قلبًا نقيًا اخلقه فيّ يا اللَّه
هب لي يا رب قلبًا نقيًا،
فأرى الكل أنقياء!
لا أتخيَّل إنسانًا فاسدًا أو كاذبًا،
بل أرى الكل فيك،
وأحب خلاص الجميع!
هب لي دموعًا فأبكي على ضعفاتنا البشرية،
واتساع قلب فلا أطلب تعزية لي،
بل خلاصًا وبنيانًا لكل نفسٍ![/