ايمان زوجة الامبراطور:
كان من بين الحاضرين فى الاجتماع زوجة الامبراطور (فوستان) لو تستطع ان تخفى اعجابها بشجاعة وايمان الفتاة.
أضف الى ذلك ان الامبراطورة هذه قد شاهدت رؤيا ان كاترين جالسة على عرش من نور وقد دعتها للجلوس بجانبها وألبستها تاجا على رأسها وقالت لها ان سيدى المسيح هو الذى يهدى اليك هذا الاكليل.
ولما استيقظت اخبرت قائد السجن المسمى بورفيروس ان يأخذها الى كاترين. ولشد ما كانت دهشتها إذ رات ان الفتاة قد شفيت تماما. وظلت تكلمها عن المسيح وعن ملكوت السموات.
وأنعم الله على قلب الملكة فآمنت. كذلك آمن بورفيروس القائد ايضا. ثم قاما يرفعان الصلاة للمسيح. وتنبآت كاترين لهما بأنهما سيكابدان أقسى العقاب بعد ثلاثة ايام.
ولما عاد مكسيميانوس اراد ان يتشفى برؤية الفتاة التى اهانت كبرياءه جثة هامدة . ولكنه لشد ما كانت دهشته وغضبه عندما رآها بصحة جيدة. فأخذ يلح عليها لتبله زوجا . فوبخته بشدة على نقضه القوانين التى اصدرها ارضاء لشهواته. ولم يستطع ان يحتمل تهكم الفتاة فخرج غاضبا.
ولما رآه الحارس الخاص بع غاضبا ومتألما هكذا تقدم اليه وأخبره ان لديه فكرة بمقتضاها ستعود الفتاة الى الايمان بالأصنام وهى ان عنده آلة بعجلات تدور بحركة عكسية مزودة بقطعة حديد مسنونة وعند دورانها تحدث فرقعة مخيفة ستموت بعدها الفتاة من الخوف او تعود مستسلمة لتعبد الاوثان.
ولكن الفتاة الباسلة لم تأبه بذلك وربطت كاترين بحبال قوية كى يرفعوها ثم ينزلوها على الاسنان الحادة. ولم يكد يرفعوها الى اعلى حتى امتدت يد خفية وقطعت الحبال وتدحرجت كاترين على الرض بعيدا عن تلك الآلة.
ولما تقدم الجلادون محاولين أخذها ليرفعوها ثانية خارت قواهم فجذبتهم الآلة وقطعتهم اسنانها الحديدية .
وما أشد دهشة الحاضرون عندما تنقذ تلك الفتاة المؤمنة. فزاد عدد المؤمنين وتقدمت (فوستان) زوجة الامبراطور ووبخته فى حضرة الجماهير على وحشيته وأعلنت ايمانها بالمسيح . وقد فقد الرجل صوابه عندما علم ان زوجته وبورفيروس قائده قد اعلنا مسيحيتهما فأمر بتعذيبهما ثم قطع رأسيهما.
وقد كان التأثر باديا على الجميع إذ رأوا الملكة والقائد يقبلان ومعهما مائتين من الجند آمنوا بايمانهما.
ولما ادرك الامبراطور ان من العبث تجربة اية طريقة اخرى فى تعذيب الفتاة (إذ كان يمنى النفس انه بعد كثيرة التعذيب تخور وتقبل مطالبه) ولكن ما كانت لتلك الفتاة التى آمنت بعمق ان تهزها تلك الاساليب العنيفة . لان ايمانها بالمسيح كان اعمق ، فأمر الامبراطور بنفيها ومصادرة اموالها.
فأسفت كاترين انها لم تحظ بشرف الاستشهاد . ولكن الامبراطور عاد فانتابته نوبة جنونية فأمر بقطع رأسها بدلا من نفيها. فتم ذلك واستشهدت فى 25 نوفمبر سنة 307م.