candy مشرفة عامة
عدد الرسائل : 1483 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 03/05/2008 نقاط : 2199 التقييم : 1
| موضوع: ضع يا رب حافظا لفمي وبابا حصينا لشفتي الثلاثاء 06 مايو 2008, 1:04 am | |
| ضع يا رب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتيّ (مز 141 : 3)ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وإذ عاد إلى منزله هدأت أعصابه وبدأ يفكر بإتزان: "كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟! أقوم وأعتذر لصديقي". بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له: "آسف، فقد خرجت هذه الكلمة عفوًا منّي إغفر لي!" قَبِل الصديق إعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسه مرُّة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه، وإذ لم يسترح قلبه قط لِما فعله إلتقى بكاهن القرية وأعترف بما إرتكبه، قائلاً له: "أريد يا أبي أن تستريح نفسي، فإني غير مصدِّق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!" قال له أبوه الروحي: "إن أردت أن تستريح أملأ جعبتك بريش الطيور، وأعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل". في طاعة كاملة نفَّذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى أبيه الروحي متهلِّلاً، فقد أطاع! قال له الأب الكاهن: "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب". عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدًا أمام الأبواب، فعاد حزينًا… عندئذ قال له الأب الكاهن: "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشة تضعها أمام باب بيت أخيك. ما أسهل أن تفعل هذا؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك لتحسب نفسك كأنك لم تنطق بها! لهذا ففي كل صباح إذ نرفع قلوبنا للَّه نصرخ مع المرتل: "ضع يارب حافظاً لفمي وباباً حصيناً لشفتي!"
روحك القدوس مقدس النفوس، هو وحده يقدر أن يحفظ فمي! ليقدس كل كياني الداخلي وكلماتي! كنت أظن أن الكلمات لن تقدر أن تجرحني، لكنني أدركت أنها تُحطم أعماقي، جراحاتها أخطر من جراحات السيف، من ينقذني من كلماتي الخاطئة! هب لي لسانًا خفيًّا ينطق في أعماقي، يُشارك السمائيين كلماتهم وتسابيحهم! فيكون آلة يستخدمها روحك القدوس! - من كتاب أبونا تادرس يعقوب
__________________ منقول
| |
|